زار وفد من جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح برئاسة سامي عيران غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي، وقدموا له التهنئة بالأعياد، كما عرضوا مع غبطته الأوضاع العامة في البلاد لا سيما على مستوى تداعيات الأزمة الإقتصادية والنزوح السوري على لبنان واللبنانيين.
وقدم عيراني للبطريرك الراعي مذكرة مطلبية بإسم جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح، جاء فيها:
“أولا” نشكركم على استقبالكم لنا، مهنئين لكم بأعياد الفصح المجيدة ولو جاءت متأخرة ، عسى ان تكون قيامة لبنان في القريب المنظور بالجهد الذي تبذلونه على كافة الصعد . وان تقديرنا لمقامكم كبير ولا يقاس نظرا” لما تقومون به لاجل إستعادة الوطن لأهله بالرونق والصفاء اللذان كانا فيه وانتزاعه من مخالب قوى الشر والفساد .
إننا نأتي الى غبطتكم دوماً وكلما ضاق بنا الزمن لأجل استلهام العبر والتزود بارشاداتكم خاصة في هذا الظرف الدقيق والخطير الذي يخيم على البلاد.
ان لدينا جملة من الشكاوى التي تتسبب باعاقة المسار التجاري وان اسواقنا في ظل هذا المناخ من الأهتزاز وعدم الأستقرار يجعلها نعاني من عبء الركود مما يدفع التجار الى الضياع والتوقع الدائم للأسوأ، ومنها:
– توقف المصارف عن أداء دورها عمدا” حيث يتضح انها تشاركت بالمؤامرة لتفريغ رساميل المودعين المؤتمنة عليها بتهريبها الى الخارج وما تبقى منها يقتطعونها شهريا” بحجة مصاريف وخدمات مصرفية ، والخشية بان تتمنع المصارف المراسلة عن قبول اعتمادات التجار، حيث تتوقف عندها حركة الأستيراد وتفتقد البلاد للسلع الضرورية لعيش المواطن.
– الجباية التي تعتمدها الحكومة تقوم على أساس سعر صيرفة فتقبض على سعر الصرف المرتفع وتدفع لموظفي القطاع العام وفواتيرها على سعر صرف منخفض
– الرسوم الجمركية التي اقرتها الحكومة على سعر صيرفة بحجة رفع الجباية لحاجتها الى المزيد من المال لدفع المستحقات اقرت على عجل وبدون دراسة مبنية على الواقع، اذ ان هذا سيعزز باب التهريب اكثر فأكثر بغياب الرقابة والأصلاحات بينما القطاعات الأنتاجية ما زالت في صلب الأزمة ألقتصادية .
– ان الأزمة المستمرة منذ حوالي الأربع سنوات بالإجراءات المتهورة التي تقوم بها الحكومة مع الفراغ الرئاسي والفقر المدقع الذي بصيب شرائح كبيرة من المجتمع تجعلنا نتوجس من المستقبل وتدفع بلدنا لان يبلغ اقصى درجات الدول الفاشلة والمتخلفة .
باسمنا وباسم من نمثل نطالب بالسرعة القصوى بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة لا يكون لهم أي ارتباط بمنظومة الفساد، يأخذون على عاتقهم فورا” إعادة البناء بشفافية لاخراج البلد من جهنم التي اوقعوه فيها خاصة ونحن مقبلون على موسم صيف واعد حيث انه الأمل الذي يرتجي فيه التجاروالقطاعات الأنتاجية لقطف بعض الثمار وللتعويض عن بعض خسائرهم الماضية. واذا لم يحدث هذا في القريب العاجل لن يعد هنالك رجاء بقيامة سليمة للوطن .
كما نطالب بتنفيذ قرار استحداث محافظة خاصة بكسروان وجبيل وتطبيق مضامين اتفاق الطائف لا سبما اللامركزية الأدارية الموسعة. فتقوم كل منطقة بصرف الجباية على مشاريعها الأنمائية بدون ان تتقاسمها مع غيرها من المناطق . فكفانا ندفع الفواتير والضرائب عنا وعن غيرنا في هذا الوطن بينما هذا الغير يتمتع بكافة الخدمات مجانا” محتميا” بسطوة السياسة او السلاح
ونشكو لك يا صاحب الغبطة مشكلة النازجين السوريين التي فاقت اعدادهم كل تقدير، فتوزعوا على كافة الأراضي اللبنانية واصبح لهم شبه السيطرة علىى القطاعات الأنتاجية من تجارة وزراعة وصناعة وغيرها واصبحوا يزاحمون أصحاب الأرض والمحال التجارية على لقمة عيشهم هذا بدون ان يكون لمعظمهم أوراق ثبوتية أو رخص عمل، فلا يدفعون ضرائب كما يستقدمون البضائع من سوريا ليزاحموا بها التجار المحليون حيث لم يبقى امام اللبناني سوى اغلاق متجره او مصنعه والتفرج على ما يحصل او الهجرة . عدا ان معظم السرقات والجرائم والأخلال بالأمن يقم بها بعض النازحين بوقاحة وبدون ورع او خوف ذلك لعلمهم بانه وان قبض عليهم فسيخلى سبيلهم سريعا” .
بهمتكم يا صاحب الغبطة يجب إيجاد حل جزري لهذه المشكلة خاصة تجاه ما يحدثه النزوح من خلل ديمغرافي ، فأعداد النازحين تتكاثر مع الولادات حيث تجاوزت مع الوقت نصف اعداد اللبنانيين والخشية بان يصبحون في المستقبل القريب أصحاب الدار وأهل الدار الأصليين يصبحون خارجه.
ان خلاص البلد ونجاته من الكارثة الذي وقع فيها هي بيد المخلصين أمثالكم حيث نهيب بحكمتكم يا صاحب الغبطة بان سعيكم لاجل تحقيق هذه المطالب لن يذهب سدى ، فالوضع لن يعد يحتمل الأنتظار ، فالمركب ان غرق سيهلك جميع بمن فيه”.