40 – 30 – 20 في المئة… رسائل نصية كثيرة وصلت إلى هواتف اللبنانيين الاسبوع الماضي من متاجر محلية وعالمية لها فروع في لبنان، تُعلم اللبنانيين بحلول “الجمعة الأسود” Black Friday، بهدف تكريس هذا الحدث ضمن رزنامة التسوق اللبنانية. وبدأ الترويج لهذا اليوم رغم الظروف الامنية الصعبة بعد اعلان اتفاق وقف اطلاق النار ورغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلد منذ أواخر عام 2019.
تشكل الحركة التجارية في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة حوالى 30% من الحركة التجارية التي تسجل خلال العام والتي عادة ما تنطلق يوم الجمعة الاخير من شهر تشرين الثاني، حيث يستفيد المستهلك من العروضات في هذا اليوم للبدء بشراء هدايا عيد الميلاد.
يسبق black Friday عروضات singles day، وتليه عروضات cyber Monday. كلها محطات مرّت وستمر على لبنان من دون ان تسجل اي حركة تجارية في الاسواق. والسبب الاساسي هو تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، اذ تقتصر منذ 7 تشرين الاول وحتى اليوم على “السوبر ماركت” ومحطات الوقود، أما بالنسبة لمحلات الثياب وبيع الالكترونيات فالشراء هو عند الضرورة والحاجة الملحة.
وحتى في السنوات الماضية، فان الـ”بلاك فرايدي” لاقى رواجاً كبيراً وشهدنا عروضات مغرية والكثير من التنزيلات، إلا أن المُستهلك ليس مستعدّاً لصرف أمواله.
تأتي فكرة Black Friday في الأصل من الولايات المتحدة الأميركية، حيث تقدّم المتاجر الكبرى، في اليوم الذي يلي عيد الشكر الأميركي (الخميس الرابع في شهر تشرين الثاني)، تنزيلات يصل بعضها إلى 80% من أجل جذب المستهلكين.
ويعود سبب تسمية “الجمعة السوداء” إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط ذلك بالأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة. حينها تأثر الاقتصاد الأميركي، فتوقفت حركة البيع والشراء فكسدت البضائع مما سبب كارثة اقتصادية للبلاد، فقررت الشركات إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها وتقليل الخسائر قدر المستطاع. ومنذ ذلك اليوم أصبحت هذه التخفيضات الكبيرة تقليداً في أميركا تقوم بها المتاجر الكبرى والمحال والوكالات.
يعيش المواطن حالة ترقُّب وحذر لما ينتظرُنا في الأيّام المُقبلة، اما صرف أمواله فهو على الامور الضرورية فقط، ويبقى تدفّق المغتربين والسياح في فترة الأعياد بعد وقف الحرب، هو أكثر ما يعوّل عليه التاجر اللبناني.