
الكاتب الصحفي الاعلامي الدكتور احمد الثقفي
يكتب لكم اليوم الكاتب الصحفي الاعلامي الدكتور احمد الثقفي موضوعا يلامس احتياج الناس الى المعرفة عن تأثير المحتوى الفارغ
في عصر السوشيال ميديا، أصبح للمشاهير تأثير واسع يتجاوز الترفيه ليصل إلى تشكيل أنماط التفكير والسلوك لدى الجماهير. ومع ذلك، نجد أن جزءًا كبيرًا من هذا التأثير يأتي من محتوى سطحي لا يقدم أي قيمة معرفية أو فكرية، بل يقتصر على مشاركة تفاصيل يومية تافهة مثل “صحيت متأخرة” أو “انكسر ظفري”. في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه وسائل التواصل الاجتماعي أداة لنشر الثقافة والوعي، فإنها تتحول إلى ساحة لترويج التفاهة، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا المحتوى على الوعي الجماعي، ولماذا يحظى بمتابعة واسعة رغم افتقاره للقيمة الحقيقية.
المحتوى السطحي بين الواقع والجماهير
يعتمد العديد من مشاهير السوشيال ميديا على مشاركة لحظات حياتهم اليومية بشكل مفرط، حيث يتمحور المحتوى حول تفاصيل بسيطة لا تضيف أي جديد، مثل تصوير كوب القهوة في الصباح أو التساؤل حول أي مطعم يذهبون إليه. اللافت أن هذه المنشورات تحظى بمئات الآلاف من الإعجابات والتعليقات، مما يعكس اهتمام الجمهور بهذا النوع من المحتوى.
لكن السؤال الجوهري هنا: لماذا ينجذب المتابعون إلى هذه التفاهات؟ يكمن جزء من الإجابة في الجانب النفسي للسوشيال ميديا، حيث يشعر المتابع بأنه يعيش تجربة شخصية مع المشاهير، مما يخلق نوعًا من التفاعل الزائف الذي يمنحه شعورًا بالقرب منهم. كما أن هذا النوع من المحتوى لا يتطلب مجهودًا فكريًا من الجمهور، بل يقدم له استهلاكًا ترفيهيًا سريعًا وخاليًا من التعقيد.
أثر هذا المحتوى على الوعي والثقافة
عند النظر إلى التأثيرات المحتملة لهذا النوع من المحتوى، نجد أنه يسهم في انتشار نمط استهلاكي يعتمد على التسلية السطحية بدلًا من التفاعل مع القضايا الأكثر أهمية. فبدلًا من أن يستخدم المشاهير منصاتهم لنشر المعرفة أو تسليط الضوء على قضايا مجتمعية، يساهمون في تعزيز ثقافة “اللاشيء”، حيث يصبح الهدف من المتابعة مجرد معرفة تفاصيل حياتهم اليومية دون أي إضافة فكرية.
تظهر بعض الدراسات أن متابعة المشاهير بشكل مفرط قد تؤثر على طريقة تفكير المتابعين، حيث قد تجعلهم أكثر ميلًا إلى مقارنة حياتهم الخاصة بحياة المشاهير، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإحباط أو تقليل الرضا عن الحياة الشخصية. كما أن هذا النوع من المحتوى قد يسهم في تشتيت انتباه الشباب عن المواضيع الأكثر أهمية، مثل التعلم وتطوير الذات، مما ينعكس سلبًا على تطور الوعي الفردي والجماعي.
لماذا يستمر هذا النوع من المحتوى في الانتشار؟
هناك عدة عوامل تفسر استمرار انتشار المحتوى السطحي على السوشيال ميديا، منها:
1. خوارزميات المنصات الرقمية: تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على تعزيز المحتوى الذي يحقق أعلى نسبة تفاعل، بغض النظر عن قيمته. ولأن المحتوى السطحي سهل التفاعل والفهم، فإنه غالبًا ما يتصدر قوائم الانتشار.
2. التأثير النفسي والتقليد: عندما يرى المتابعون أن بعض المشاهير يحققون شهرة كبيرة من خلال نشر تفاصيل تافهة، فإنهم يميلون إلى تقليدهم، مما يخلق حلقة مستمرة من تكرار المحتوى نفسه.
3. الرغبة في الترفيه: يبحث الكثير من المستخدمين عن محتوى خفيف لا يتطلب مجهودًا فكريًا، مما يجعلهم يفضلون متابعة الحياة اليومية للمشاهير بدلًا من المحتوى الثقافي أو التعليمي.
4. الجانب التجاري: يعتمد الكثير من المشاهير على التسويق والإعلانات، ولذلك فإنهم يركزون على بناء قاعدة جماهيرية واسعة بغض النظر عن نوعية المحتوى الذي يقدمونه، مما يدفعهم إلى تقديم ما يضمن لهم أكبر عدد من المشاهدات.
هل هناك حلول لهذه الظاهرة؟
مع أن هذه الظاهرة أصبحت جزءًا من المشهد الرقمي، إلا أن هناك بعض الحلول التي يمكن أن تسهم في التقليل من انتشار المحتوى السطحي وتشجيع المحتوى الهادف:
1. تعزيز الوعي الإعلامي: يمكن للمؤسسات التعليمية والإعلامية تقديم برامج توعوية حول أهمية انتقاء المحتوى وعدم الانجراف وراء الاستهلاك الترفيهي المفرط.
2. دعم صناع المحتوى الهادف: يمكن للمستخدمين تشجيع ودعم صناع المحتوى الذين يقدمون قيمة حقيقية، مثل المحتوى الثقافي، العلمي، أو التحفيزي.
3. تعديل خوارزميات منصات التواصل: يمكن لشركات التكنولوجيا تطوير أنظمة تصنيف أكثر ذكاءً تتيح للمحتوى المفيد الوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، بدلًا من التركيز على المحتوى الذي يحقق أعلى نسبة تفاعل بغض النظر عن جودته.
4. تحفيز المشاهير على تقديم محتوى أكثر فائدة: يمكن للمجتمع والجمهور التأثير على المشاهير من خلال المطالبة بمحتوى أكثر عمقًا وجودة، مما قد يدفع بعضهم إلى تحسين مستوى ما يقدمونه.
خاتمة
تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة واسعة لنشر مختلف أنواع المحتوى، وبينما يمكن استخدامها لنشر المعرفة والثقافة، فإنها أصبحت أيضًا منصة لانتشار التفاهة والمحتوى السطحي. لا يمكن إنكار أن هذا المحتوى يوفر ترفيهًا سريعًا وسهلًا، لكنه في الوقت نفسه يسهم في نشر ثقافة استهلاكية تفتقر إلى القيمة الحقيقية. الحل لا يكمن في منع هذا النوع من المحتوى، بل في تعزيز وعي الجمهور ليصبح أكثر انتقائية فيما يستهلكه، وتشجيع منصات التواصل الاجتماعي على دعم المحتوى الذي يضيف فائدة حقيقية للمجتمع.
عبارات منتشرة جدا للمحتوى الفارغ على السوشيل ميديا
1. اليوم صحيت متأخرة وما عندي طاقة أتحرك.
2. قررت أشرب قهوتي بدون سكر، شعور غريب!
3. جالسة في البلكونة وأفكر في الحياة.
4. صحيت الآن، صباح الخير يا عالم!
5. أنا مريضة، دعواتكم لي.
6. انكسر ظفري، يومي رسميًا تدمر.
7. عندي نعاس بس ما فيني نوم، وش الحل؟
8. محتارة وين أروح اليوم، اقترحوا أماكن!
9. وش تتوقعون أكلي اليوم؟
10. اللي يخمن أكلي صح له متابعة.
11. دخلت مطعم كيوت مره، من يعرفه؟
12. راح أوريكم المكان الكيوت اللي جيته.
13. الشمس قوية اليوم، راسي مصدع.
14. خدشت نظارتي، مين يهديني واحدة جديدة؟
15. ولا هدية وصلتني اليوم، زعلانة!
16. وصلتني هدايا فخمة، بحبكم!
17. شفت فيلم، مره رهيب!
18. الفيلم كان ممل، ندمت إني شفته.
19. هذا الفيلم كيوت بزيادة!
20. صحيت اليوم بمزاج غريب، ما أدري ليش.
21. جالسة أفكر أغير لون شعري، وش تقترحون؟
22. شرايكم لو أغير ستايلي بالكامل؟
23. نفسي أسافر مكان هادي، وين تنصحوني؟
24. أحد يحس بملل مثلي؟
25. الجو اليوم مرة مزاجي، زيي بالضبط!
26. رجيم بدأته اليوم، دعواتكم ألتزم.
27. اشتريت شي خرافي، تتوقعون وش هو؟
28. أحس نفسي لازم أدخل النادي، بس كسلانة.
29. رحت مكان يجنن، بس بخليه مفاجأة لكم.
30. أفكر أفتح مشروع صغير، وش رايكم؟
31. نفسي أتعلم لغة جديدة، وش تنصحوني؟
32. صحيت على رسالة جميلة، يومي صار أحلى.
33. لا أعرف ماذا ألبس اليوم، محتارة!
34. مره جوعانة، بس ما أدري وش آكل.
35. مفاجأة لكم قريبًا، ترقبوا!
36. دخلت كافيه رهيب، من يخمن اسمه؟
37. لقيت أحلى فستان، بس ما قررت أشتريه أو لا.
38. طلبت أكل أونلاين، تتوقعون وش طلبت؟
39. راسي يوجعني، مين يعطيني نصيحة؟
40. شوفوا إطلالتي اليوم، عجبكم؟
41. عندي مشوار طويل اليوم، ادعوا لي.
42. أكثر شيء أحب أسويه هو التسوق، مين مثلي؟
43. الجو اليوم يفتح النفس، مين طالع؟
44. حاطة ماسك للوجه وأحس بالاسترخاء.
45. لازم أرتب غرفتي، بس متكاسلة.
46. لقيت مكان تصوير رهيب، لازم تجربونه.
47. جربت أكلة جديدة، وش تتوقعون؟
48. أحس إني لازم أشتري شي لنفسي اليوم.
49. كل شيء اليوم ضدي، حتى الإنترنت بطيء.
50. اشتريت مكياج جديد، حماس أجربه!
51. أحد يقترح لي مسلسل جديد؟
52. مين يحب الشتاء مثلي؟
53. الجو اليوم حار، ما أقدر أتحمل.
54. صديقتي غابت عني اليوم، حاسة بملل.
55. أمس ما نمت زين، كوابيسي غريبة!
56. نفسي في شي حلو، بس خايفة على الدايت.
57. اختبرت طاقة المكان، مره رهيب!
58. اشتريت نوتة جديدة، بس ما أدري وش أكتب فيها.
59. أحس بحنين للماضي، أحد يحس مثلي؟
60. الشمس اليوم قوية، بشرتي راح تتدمر!
61. قررت أبدأ حياة صحية، بس مو متأكدة ألتزم أو لا.
62. أحد عنده فكرة لفلوق جديد؟
63. مره مبسوطة اليوم، بس ما أدري ليش!
64. احتاج إجازة طويلة، مين يوافقني؟
65. اليوم قررت أجرب شي جديد، وش تتوقعون؟
66. أتوقع هذا أسوأ يوم مر علي.
67. أحب الصباحات البطيئة، مين مثلي؟
68. ما عندي شي أقوله بس حبيت أطل عليكم!
69. محتارة أطلب بيتزا أو برجر، ساعدوني!
70. جربت منتج جديد، شوفوا رأيي قريبًا.
71. دخلت مكان مهجور، التجربة كانت مرعبة!
72. ما تخيلت يومي بيكون كذا، غريب جدًا.
73. مو قادر أركز اليوم، مين يعاني مثلي؟
74. قررت أغير ديكور غرفتي، أفكاركم؟
75. مفاجأة لكم، بكرا الإعلان عنها!
76. محتارة أروح البحر أو الجبل، رأيكم؟
77. تعلمت مهارة جديدة، تخمنون وش هي؟
78. فتحت كتاب قديم، وتذكرت أيام زمان.
79. اليوم كله ضحك، أحلى يوم
80. جربت وصفة غريبة، النتيجة ما توقعتها
81. احتجت لحظة راحة، فقررت أجلس لحالي شوي.
82. أحد يعرف طريقة للاسترخاء السريع؟
83. شوفوا اللون الجديد لشعري، عجبكم؟
84. سويت مفاجأة لشخص غالي، تخمنون لمين؟
85. يوم كامل بدون سوشيال ميديا، مستحيل
86. سمعت أغنية قديمة، رجعت لي الذكريات.
87. أحس بفراغ غريب، وش الحل؟
88. لازم أبدأ رياضة، بس الكسل ذابحني.
89. اشتريت شنطة حلوة، شوفوا التفاصيل قريبًا.
90. اليوم الجو غريب، حار وبارد بنفس الوقت.
91. مين جرب هذا المكان الرهيب؟
92. محتاجة كوب شاي وأجلس أسترخي.
93. قررت أنظم وقتي، بس كيف أبدأ؟
94. مين عنده اقتراحات لأماكن تصوير رهيبة؟
95. أحس اليوم مر بسرعة، كيف صار كذا؟
96. أبغى أجرب كوفي جديد، مين يقترح لي؟
97. اكتشفت شي عن نفسي اليوم، غريب جدًا!ك
98. صباحي بدأ بريحة القهوة، أفضل بداية
99. أول مرة أجرب هذا النوع من الموسيقى، ممتع
100. اليوم قررت أكون إيجابية مهما صار
وفي وصف الشعر اقول
تسير العقولُ وراء السرابْ
وتلهو القلوبُ بغير الصوابْ
تراقب شخصًا يعيش الوضاعةَ
وتحسبُ جهلهُ فخرَ الشبابْ
يصورُ فنجانَه كلَّ يومٍ
ويحكي كأنّ به ألفَ عابْ
يقولُ صباحي كئيبٌ لأنّي
صحوتُ وجوعي كسرَ العتابْ
ويسألُ أينَ الغداءُ المفدّى
كأنَّ الطعامَ طريقُ الثوابْ
وإن خدشتْ ظفرَهُ موجةٌ
تراهُ ينادي بأهلِ المصابْ
وإن لم يصلهُ هدايا وعطرٌ
فإنّ البكاءَ غدا كالضبابْ
ورغمَ البلاهةِ رغمَ التفاهةِ
تسيرُ الجموعُ بغير اكتئابْ
فيا أمةَ الفكرِ هل من نداءٍ
يوقظُ وعياً كضياءِ الشهابْ
أما آنَ للعقلِ أن يستفيقَ
ويهجرَ دربَ الغثاءِ العجابْ
أما آنَ للمرءِ أن يستعيدا
زمانًا مضى كان فيهِ الرشيدا
زمانًا تسامى بهِ الفكرُ حُرًّا
وكانتْ دروبُ المعالي مَديدا
فما بالنا قد رضينا الوضاعةَ
وصارَ الفؤادُ كظلٍّ بليدا
توالتْ علينا جيوشُ الفراغِ
تُعَظِّمُ جهلًا وتبني قصيدا
يُقالُ عظيمٌ.. يُقالُ فريدٌ
وما كانَ إلّا صدىً مُبتذَلا
يُعيدُ الكلامَ كصوتٍ أجوفْ
كأنَّ المعاني غدتْ مُستَهَلا
فمَن يُنقذُ الفكرَ مِنْ غفلَةٍ
تُداري الحقيقةَ كي لا تُرى؟
ومن يوقظُ العقلَ مِنْ سُكرِهِ
لينبُتَ في القلبِ وعيٌ سرى؟
ألا ليتَ يومًا نرى للمعالي
سراجًا يُضيءُ دروبَ الورى
نعودُ بهِ للعُلى مُشرقينَ
ونسقي المعاني عطاءً وُرى



