
الجمعيات الخيرية بين الواقع والتشكيك: بين الحقيقة والاتها
بقلم: د. سلمان عبدالله المطيري*
لطالما تعرضت الجمعيات الخيرية للتشكيك، سواء بدافع الجهل بطبيعة عملها أو نتيجة تجارب فردية سلبية يتم تعميمها. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الشكوك أكثر انتشارًا، مما يؤثر سلبًا على قطاع يسهم في دعم المحتاجين وتعزيز التكافل الاجتماعي.
التشكيك بلا معرفة: أحكام بلا دليل
كثير من المشككين لم يسبق لهم التعامل مع الجمعيات، فكيف يصدرون أحكامًا دون الاطلاع على تفاصيل عملها؟ في المملكة العربية السعودية، تخضع الجمعيات لرقابة صارمة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، والجهات الرقابية المختصة، التي تضمن الشفافية في جميع مراحل العمل الخيري.
التشكيك العشوائي: هدم للثقة وإضرار بالاقتصاد
التشكيك غير المبرر لا يؤثر فقط على الجمعيات، بل يضر المجتمع ككل، حيث يؤدي إلى تراجع التبرعات، وحرمان آلاف الأسر من الدعم الصحي والتعليمي والإغاثي. كما أن للجمعيات الخيرية دورًا اقتصاديًا مهمًا، حيث تخلق الوظائف، وتحرك الأسواق، وتدعم ريادة الأعمال الاجتماعية، مما يعزز تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
منصة إحسان: نموذج للحوكمة والشفافية
تعد منصة إحسان دليلًا واضحًا على موثوقية العمل الخيري، إذ تخضع لإشراف 13 جهة حكومية رسمية، ما يعكس ثقة الدولة في الجمعيات ودورها الفاعل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
هل الجمعيات الخيرية فوق النقد؟
بالطبع لا! النقد البناء ضروري، لكن يجب أن يكون قائمًا على حقائق وتقارير موثوقة، لا على شائعات وانطباعات شخصية. كثير من الجمعيات تنشر تقاريرها المالية وأنشطتها بشفافية، ويمكن للجميع الاطلاع عليها عبر مواقعها الرسمية.
كيف نتحقق من مصداقية الجمعيات؟
بدلًا من التشكيك العشوائي، يمكن لأي شخص التحقق عبر:
✅ زيارة موقع الجمعية والاطلاع على تقاريرها المالية والمشاريع المنفذة.
✅ التواصل المباشر مع إدارتها لمعرفة آلية العمل والصرف.
✅ التأكد من ترخيصها عبر المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
✅ متابعة أنشطتها الميدانية والتقارير الإعلامية عنها.
العمل الخيري مسؤولية الجميع
العمل الخيري ليس مسؤولية الجمعيات وحدها، بل مسؤولية المجتمع. دعمه لا يكون فقط بالتبرع، بل أيضًا بنشر الوعي، والتطوع، ودعم النقد البناء المبني على أدلة لا على شائعات.
قبل أن نحكم على الجمعيات، لنسأل أنفسنا:
🔹 هل اطلعنا على حقيقة عملها؟
🔹 هل تواصلنا معها لمعرفة إنجازاتها؟
🔹 أم أننا استندنا إلى معلومات غير موثوقة؟
العمل الخيري يزدهر بالثقة والوعي، لكنه يضعف عندما يكون التشكيك بلا دليل هو السائد. فلنكن شركاء في البناء لا الهدم، ولنكن داعمين للخير بالأدلة لا بالاتهامات.
✍️ الأمين العام لجمعية عناية



