افتتاح قسم التوليد في مركز الأم والطفل الدكتور روبير ساسي في مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي

افتُتح اليوم قسم التوليد الجديد في مركز الأم والطفل الدكتور روبير ساسي في مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي، بحضور معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان نصرالدين، وسعادة سفير فرنسا في لبنان السيد هيرفي ماغرو، والمستشار راجح العتيبي ممثلاً لسعادة السفير السعودي الدكتور وليد البخاري، إلى جانب عدد كبير من الشركاء المحليين والدوليين.

يأتي هذا الإنجاز في إطار الجهود المبذولة لإعادة تأهيل النظام الصحي اللبناني، بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمستشفى جراء انفجار مرفأ بيروت في عام 2020. فبعد عملية ترميم وتجهيز شاملة، بات المستشفى قادراً اليوم على استقبال الأمهات وأطفالهن في بيئة آمنة ومجهزة بمعايير عالية الجودة.

أثر بالغ على صحة الأمهات والأطفال
الهدف واضح: ضمان حصول جميع الأمهات والأطفال، دون تمييز، على رعاية صحية مجانية أو بتكلفة منخفضة، ذات جودة عالية. وهذا القسم لا يمثل فقط مرفقًا للولادة، بل يُعد بارقة أمل حقيقية للعائلات الأكثر هشاشة. إذ يضم طاقماً متكاملاً يضم 8 قابلات قانونيات، 7 أطباء توليد وجراحة، و4 أطباء مقيمين، وقد شهد القسم بالفعل عشرات الولادات الآمنة منذ تشغيله.

وعند العمل بكامل طاقته، سيوفر المستشفى 90 سريراً، ويستقبل ما يصل إلى 2000 حالة استشفاء سنوياً، وأكثر من 25,000 استشارة ما قبل الولادة، ما بعد الولادة، واستشارات طب الأطفال.

ويأتي افتتاح القسم في وقت حساس، إذ تدفع الأزمة الاقتصادية بالعديد من العائلات نحو الاعتماد على المستشفيات الحكومية، مما يجعل من هذا القسم استجابة ضرورية لسد فجوة في بيروت والمساهمة في خفض معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة.

تصريح وزير الصحة العامة
قال معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان نصرالدين:

«أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية لمساهمتهما الكبيرة ودعمهما السخي الذي كان له بالغ الأثر في إنجاح هذا المشروع الحيوي وإخراجه إلى النور. إن هذا الدعم الكريم يعكس عمق العلاقات الأخوية وعراقة الصداقة التي تربط لبنان بهذين البلدين الشقيقين.»

وأضاف: «إن افتتاح هذا القسم الجديد، بما يملكه من تجهيزات حديثة وأسرة عناية مركزة ومتخصصة في مختلف مجالات طب الأطفال والنساء والتوليد، يمثل خطوة نوعية نحو تحقيق رؤيتنا الهادفة إلى توفير بيئة رعاية صحية آمنة وعصرية، تلبي احتياجات الأمهات والأطفال، فهم عماد المستقبل. «

تصريح السفير الفرنسي في لبنان
من جانبه صرّح سعادة السفير الفرنسي في لبنان قائلاً:
«يُجسّد هذا الحدث المهم التزامنا الجماعي بشكل ملموس، إلى جانب شركائنا اللبنانيين والسعوديين، في سبيل تعزيز الوصول إلى رعاية صحية ذات جودة عالية للنساء والأطفال في لبنان؛ وهو التزام تحمله فرنسا بثبات من خلال عمل الوكالة الفرنسية للتنمية . «

تكريم للدكتور روبير ساسي
يحمل القسم الجديد اسم الدكتور روبير ساسي، طبيب الأطفال والناشط الإنساني الذي وافته المنية في أيار 2024، والذي أسس جناح طب الأطفال في المستشفى عام 2016 بدعم من مؤسسة كارلوس سليم وجمعية «أسامه – الولادة وما بعدها» (ASSAMEH – Birth & Beyond). وقد ترك بصمة دائمة في مجال الصحة العامة في لبنان.
وشعاره: «لا يجب أن يُرفض أي طفل بسبب ضيق مالي أو نقص في الأماكن» يمتد اليوم ليشمل الأمهات أيضاً، من خلال هذا القسم الجديد الذي يواصل نضاله من أجل تحقيق العدالة في الوصول إلى الرعاية الصحية.

شراكة وطنية ودولية نموذجية
تم تنفيذ هذا المشروع تحت إشراف وزارة الصحة العامة، بدعم من مانحين رئيسيين: الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتمويل إجمالي قدره 6 ملايين يورو.
وتولت مؤسسة بيير فابر التنفيذ، بالشراكة مع جمعية «أسامه – الولادة وما بعدها» (ASSAMEH – Birth & Beyond) وجمعية فرسان مالطا في لبنان. وقد دعمت المؤسسة عملية توظيف وتدريب الطواقم الطبية، فيما واصلت جمعية «أسامه» عملها في طب الأطفال ووسعت نطاق أنشطتها ليشمل التوليد.

كما ساهم العديد من الشركاء في دعم المشروع، منهم: جمهورية قبرص، عائلة فؤاد بطرس، نوادي الروتاري، اليونيسف، صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، مؤسسة «سلسلة الأمل»، تجمع «تضامن ليون-بيروت»، الصليب الأحمر اللبناني، الصليب الأحمر الفرنسي، المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية (IECD)، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات المانحة والمتبرعين من القطاع الخاص، وعلى رأسهم مؤسسة كارلوس سليم.
وقد رعت السفارة الفرنسية وجهات دبلوماسية أخرى هذه المبادرة، في تعبير واضح عن الدعم السياسي الكبير لإعادة النهوض بالقطاع العام الصحي.

رؤية طويلة المدى والتزام راسخ بالصحة العامة
يشكل افتتاح هذا القسم بداية مرحلة جديدة في مجال الصحة العامة في لبنان. فمركز الأم والطفل الدكتور روبير ساسي يعكس رؤية مستدامة تهدف إلى تعزيز قدرات المستشفيات الحكومية، وتحديث خدمات التوليد ورعاية حديثي الولادة، وبناء نظام صحي أكثر صموداً في مواجهة الأزمات.

ويجمع جميع الشركاء على قناعة واحدة: كل ولادة آمنة في هذا القسم تمثل خطوة نحو مستقبل أفضل للبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى