
بقلم: وائل خليل – إعلامي ورئيس تحرير LEBANON GATE
في وطنٍ يُفترض أن يكون للثقافة والمثقفين فيه مكانة رفيعة، يتجلى الواقع بعكس ما يُنتظر. لبنان، الذي لطالما كان حاضنة للإبداع الفكري والفني في العالم العربي، يعيش اليوم انهيارًا قيميًا يتجاوز الاقتصاد والسياسة، ليطال جوهره: مثقفوه.
لم تعد الدولة تُعير أي اهتمام للذين رفعوا اسم لبنان في المحافل، وأغنوا حضارته بالكلمة والفكر والفن. تُقصيهم من الدعم، تحرمهم من الرعاية، تتجاهل حاجاتهم الأساسية، وتتركهم في العوز والنسيان، وكأنهم عبء على وطن أنهكه الجهل والفشل المؤسساتي.
بينما تُصرف الأموال الطائلة على المحسوبيات والتوظيف السياسي، يغيب الحد الأدنى من الإنصاف لمثقفين أفنوا أعمارهم من أجل بناء هوية وطنية مشرفة. بعضهم يُكابد المرض بصمت، وآخرون يغادرون الدنيا في ظل الإهمال الكامل من الدولة التي خدموها بفكرهم.
لبنان لا يُبنى فقط بالسياسة، بل بالثقافة أولًا. وإن كانت الدولة جادة في إنقاذ ما تبقّى، فعليها أن تبدأ من حيث أهملت: من رعاية مثقفيها، وصون كراماتهم، قبل فوات الأوان.



