
حصد قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية المزيد من الشعبية على مدى السنوات العشرين الماضية، وحقق ارتفاعاً بارزاً في نسبة الأرباح تخطّى ذلك الذي سجله قطاعي الأفلام والموسيقى مجتمعين، مع وصول عدد ممارسي الألعاب الإلكترونية إلى أكثر من 3.2 مليار حول العالم.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد هواة الرياضات الإلكترونية أكثر من 318 مليون شخص بحلول عام 2025، فيما من المتوقع أن ينمو القطاع بنسبة 21.0% سنوياً بمعدل تراكمي، وأن يحافظ على معدل النمو هذا حتى عام 2030. ففي عام 2006، بلغت قيمة قطاع الرياضات الإلكترونية 8 مليارات دولار أمريكي، في حين من المتوقع أن تتجاوز قيمته 320 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026.
وفي خطوة جديدة لجعل المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً للرياضات الإلكترونية، أعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية في شهر سبتمبر من عام 2022. وتشمل هذه الاستراتيجية ضخ استثمارات بقيمة 38 مليار دولار أمريكي (142 مليار ريال سعودي) لتنمية قطاع الرياضات الإلكترونية الواعد، وذلك عن طريق تطوير ألعاب جديدة، ودعم الشركات، وتوفير بيئة تشجع على الريادة العالمية، وتنظيم كبرى البطولات العالمية.

إمكانيات وطنية
لفت الإعلان عن الاستراتيجية انتباه المستثمرين في القطاع، لا سيما وأن المملكة تحظى بإمكانيات متعددة، أبرزها أن أكثر من ثلثي السكان لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً. ووفقاً لمعالي الدكتور محمد سعود التميمي، محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، يشكل هواة الألعاب 89% من السكان السعوديين، وهي أعلى نسبة على مستوى العالم.
وبحسب تقارير نشرتها جهات متعددة في المملكة، يبلغ عدد ممارسي الألعاب الإلكترونية أكثر من 21 مليون شخص، كما يتجاوز حجم سوق الألعاب 3.8 مليار ريال سعودي. ومنذ عام 2018، قام الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية بتنظيم واستضافة العديد من فعاليات ومنافسات الألعاب و الرياضات الإلكترونية المحلية والدولية ، بما في ذلك بطولة “لاعبون بلا حدود”، والدوري السعودي الإلكتروني، ودوري كأس الأمير محمد بن سلمان الإلكتروني.
وتهدف الاستراتيجية إلى استحداث أكثر من 39,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 50 مليار ريال سعودي بشكل مباشر وغير مباشر.
وتعتزم المملكة تنفيذ الاستراتيجية من خلال 86 مبادرة تتولى إطلاقها وإدارتها 20 جهة حكومية وخاصة، منها تحفيز مطوّري التطبيقات للتوسع نحو تطوير الألعاب والترويج للألعاب ذات الطابع الثقافي.

بطولات الألعاب
تشمل أهداف الاستراتيجية الأخرى إطلاق عدد من منافسات الرياضات الإلكترونية المحلية، وتطوير بنية تحتية عالمية المستوى لتعزيز أداء اللاعبين والمدربين المتخصصين في الرياضات الإلكترونية، وتنظيم معارض متخصصة، والتعاون مع صناع ومطوري الألعاب في العالم الذين يتطلعون إلى التعاون وتحقيق المنافع المشتركة.
ومن المقرر أيضاً تطوير بطولة “لاعبون بلا حدود”، وهي أكبر فعالية خيرية للألعاب والرياضات الإلكترونية، تم إطلاقها في عام 2020 ونجحت في جمع تبرعات تتعخطى 10 مليون دولار أمريكي لمنظمات خيرية ودولية، بما فيها اليونيسف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، بهدف دعم جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
بلغ عدد مشاهدي الرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية 532 مليون مشاهد في عام 2022، ويستمر هذا العدد في النمو بشكل يومي في عام 2023.
وبالنظر إلى هذه الأرقام، ليس من المستغرب إذاً أن يكون قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية من أسرع القطاعات نمواً في المملكة. ومع وجود استراتيجية واضحة تهدف إلى تطوير القطاع وزيادة تقدمه ونموه من حيث حجم السوق وفرص الاستثمار، يبدو أن المستقبل يحمل في طياته المزيد من النجاحات.