إذا بحثت في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية عن أقدم مطعم لا زال ناشطا منذ تدشينه للآن بالعالم، فستجد أنه Sobrino de Botín الذي بدأ أصحابه يحضّرون منذ اليوم لحفل تاريخي يحيون به بعد 18 شهرا مناسبة مرور 300 عام على افتتاحه في 17 شارع Calle Cuchilleros القريب دقائق مشيا من ساحة Plaza Mayor المزدحمة في العاصمة الاسبانية مدريد.
المطعم الوارد في السجلات البلدية أنه مستمر بمبنى تم تشييده في 1590 ولا يزال بطوابقه الأربعاة كما كان، مختص بشواء لحوم الخراف الرضيعة على الحطب، وفقا لما قرأت “العربية.نت” بسيرته الوارد فيها أيضا، أن واحدا من المشاهير اشتغل فيه نادلا يخدم الزبائن في 1880 ويغسل الصحون “بانتظار حصوله على قبول بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة” وهو الرسام والنقاش الاسباني Francisco de Goya الراحل في 1828 بعمر 82 سنة.
كما في سيرة المطعم الذي أسسه الشيف الفرنسيJean Botin وزوجته، وقاما بتدشينه في 1725 باسم Casa Botín أو “بيت بوتين” المعروض فيديو عنه أعلاه، أن الاسم تغير فيما بعد الى Sobrino de Botín أو “ابن أخ بوتين” بعد أن ورثه ابن شقيق مؤسسه، وحافظ فيه على أطباقه الكلاسيكية التي استمرت من مالك الى آخر، بالطريقة التي كانت عليها منذ القرن الثامن عشر، منها طبق البيض المسلوق في مرق الدجاج المغطى بفطر وثوم.
“ثم تشرق الشمس”.. فيلم مصري
كما في سيرته أيضا، أن الروائي الأميركي إرنست همنغواي، الراحل منتحرا في 1961 بكوبا، كان مدمنا عليه ويرتاده حين زياراته المتكررة الى اسبانيا من وقت لآخر، الى درجة أنه ذكره في رواية The Sun Also Rises المعروفة عربيا باسم “ثم تشرق الشمس” التي استخدم المخرج المصري أحمد ضياء الدين عنوانها لفيلم أخرجه في 1971 بطولة رشدي أباظة ونجلاء فتحي ونور الشريف وسهير رمزي.
وأكثر ما يشتهر به “الأبرز بين أفضل 10 مطاعم كلاسيكية في العالم” بحسب ما صنفته مجلة Forbes الاقتصادية الأميركية، هو فرن بداخله “لا ينطفئ أبدا منذ 3 قرون؛ بل تبقى شعلة متقدة فيه ليلا، ليكون جاهزا للشواء والخبز كل صباح” وهو ما استمر عليه المطعم حين أصبح في القرن العشرين ملكا لعائلة غونزاليس، المستمرة باحترام ما ورثته من أطباق تقليدية لزبائن يكتظ بهم المطعم المالك أسفله لقبو لا يزال كما هو منذ تشييد مبناه قبل 433 عاما.