عن وحوشٍ في لبنان يُنجبون أطفالا…

ما عادت تربطنا بالإنسانية شيء… حتى الامومة باتت حملا ثقيلا ليس الجميع قادرا عليه.

في هذه الليالي، أطفالٌ كثر يمكثون في علب من كرتون تحت الجسور وفي مكبّات النفايات لكأنّ لعنة ما حلّت في القلوب والنفوس.

فإن كنتم تظنون أن طفلة طرابلس التي جرّها كلب في كيس، والطفلان تحت جسر نهر ابراهيم، هما الحادثتان الوحيدتان… فانتم حقا مخطئون، لأن ما تشهده أرضنا في ظلمة الليالي يُبكي العيون والقلوب في آن واحد.

كثر هم الاطفال الذين يُعثر عليهم أسبوعيا في مختلف المناطق اللبنانية، مرميّين على الطرقات أو في مكبّات النفايات، ولكن الحظ لا يحالف الجميع حتى يبقوا أحياء.

يؤكد الأب مجدي علاوي في حديث لموقع mtv أن المشكلة الاكبر اليوم تكمن في أن الدولة غائبة كليا، وهؤلاء الاطفال هم في كثير من الاحيان لامهات غير متزوّجات اضطررن لتركهم غصبا عنهنّ ربما.

“لا نزال أسرى الطوائف والمذاهب”، يؤكد الاي مجدي، ويقول: “بعد قضية طفلَيْ نهر ابراهيم، لم يتصل بي أحد من المعنيين لعرض الدعم أو لشكرنا على أعمالنا، بل السؤال الوحيد الذي وُجّه لي كان عن سبب تسميتي لهما بإيلي وإليان”.

الظلم اللاحق بهؤلاء الاطفال، يعيشه أترابهم ممّن هم أكبر سنا.. أولاد بعمر الـ14 عاما لم يدخلوا المدرسة يوما، أولاد يُعنّفون من قبل أهلهم ويلجأون إلى الشواطئ والجسور ليبيتوا لياليهم لان الجمعيات تقفل أبوابها… قبل أيام، عُثر على طفل يعمل في الدورة يبلغ 4 أعوام، لم تقبل أي جمعية احتضانه، وبات ليلة في المخفر لان لا مكان يذهب إليه.

ويروي الاب مجدي: “احتضنّا فتاة لم تبلغ الخامسة من عمرها، كانت أمها تتعرض للعنف أمام عينيها، وتبيّن لاحقا أنها تعاني من الجرب”.

يُقال “فتحنا مدرسة لنسكّر سجون”… في لبنان، نسيرُ في الاتجاه المعاكس… وكلّما تقدّمنا أكثر، سنجدُ سجونًا، صنعتها أيادٍ صغيرة أنجبتها وحوش!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى