يطرح الهجوم الذي شنّته حركة “حماس” على إسرائيل قبل أيام، والذي دفعت مجموعة من المشاركين في حفل موسيقي ثمناً باهظاً فيه، تحدّيات كبيرة على مستوى الكثير من التجمّعات، والاحتفالات، والأحداث، والمناسبات… الدولية التي يُمكن تنظيمها، والتي يمكن أن تتعرّض لهجمات تقليدية أو غير تقليدية في أي وقت كان مستقبلاً، بفعل اشتداد الصراعات العالمية لأسباب جيوسياسية، أو إيديولوجية.
تنظيمات مسلّحة
فهل هذا يجعل الدول كافة، والتي قد يكون بعضها من أكبر البلدان في العالم، تحت رحمة “شراء الأمن” المتواصل من تلك (الدول) الراعية لتنظيمات مسلّحة، أو لهجمات وحروب تقليدية أو غير تقليدية، أو سيبرانية، أو تلك الراعية لقراصنة أو عناصر يتحرّكون في أكثر من اتّجاه؟
وهل ستحكم روسيا مثلاً، أو الصين، أو إيران، أو كوريا الشمالية… العالم لتلك الأسباب، نظراً لقدراتها الكبيرة على مستوى هذا النوع من الحروب، وتدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية، بأساليب مختلفة؟
نموذج؟
هذا قد يفسّر أحياناً ارتباك بعض الدول، ومن بينها فرنسا، في التعاطي مع إيران، أو روسيا، أو حتى الصين، في ملفات عدّة، وهو ما قد يزداد بحسب بعض المراقبين انطلاقاً من أن دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس في 2024، والخوف من تخريب أي شيء فيها، يشكل الهاجس الأكبر لدى الإدارة الفرنسية.
فماذا عن المستقبل الأمني “للمونديالات”، وللبطولات الرياضية عموماً، وللمهرجانات الموسيقية والسينمائية… حول العالم، في ما لو بات هجوم “حماس” الأخير نموذجاً للعمل؟
أميركا/إيران
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن “أكثر الدول التي تفتعل الحروب والفوضى والمشاكل في العالم، هما الولايات المتحدة الأميركية وإيران. والتوافُق حاصل بينهما حول تلك النّقطة في مكان ما، ولو بشكل غير مباشر، إذ قد تلتقي مصالحهما على بعض الاضطرابات أحياناً. ولكن تفلت الأمور من أيديهما في بعض الأمور والمرّات”.
وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “الكلّ ينتظر وقوع معارك وهجمات في بعض الأحيان، ويسمح بحصولها ليستثمرها، وذلك سواء بقيت تحت سيطرته أو خرجت عنها، وتسبّبت له بمشاكل”.
سيطرة
وأوضح المصدر أن “بريق روسيا على مستوى إحداث اضطرابات عالمية تراجع بعض الشيء بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، الذي كان الأقوى في رعاية التنظيمات المسلّحة والحروب في العالم قبل عقود. ورغم أن موسكو لا تزال القوّة الدولية الأكثر احتفاظاً بعلاقات متينة جدّاً مع تنظيمات مسلّحة ومع رعاتها، إلا أن تأثيرها الأمني على الساحة الدولية تراجع لصالح الولايات المتحدة الأميركية وإيران”.
وأضاف:”روسيا لم تَعُد قادرة على أن تحارب بشكل ملموس حالياً إلا في أوكرانيا. وهذا تراجع كبير بالمقارنة مع الماضي، عندما كان الإتحاد السوفياتي يشتري استقراره الداخلي من خلال افتعال حروب واضطرابات وثورات خارج حدوده. فهذا الزمن الروسي انتهى”.
وختم:”الولايات المتحدة الأميركية أشعلت الحرب في أوكرانيا، وهي حرب أميركية – روسية، تموّلها واشنطن حتى آخر جندي أوكراني. كما أن إيران تشارك بالحرب الأوكرانية من خلال أسلحتها ومسيّراتها التي هي في يد روسيا، وتستفيد من ذلك. وأما في إسرائيل، فواشنطن تحارب الى جانب الجيش الإسرائيلي، ومن أجل دعمه، فيما تموّل طهران كل حروب “حماس” على تل أبيب حتى آخر مُقاتل من الحركة. وهذه صورة واضحة عن سيطرة واشنطن وطهران على الأمن العالمي، أكثر من أي بلد آخر”.