“منجم وما يدعيه غير صحيح”… عالم الزلازل الهولندي يرد: لهذا يتجاهل العلماء نظريتي

أصبح اسمه يتردد مع كل هزة تصيب القشرة الأرضية، فنراه يطل علينا مذكرا “لقد توقعت هذا الزلزال.. وحذرت من هذه الهزة”.. إنه عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل بكل ما لهذا الوصف من معنى.. انه العالم فرانك هوغربيتس.

تحذيراته وتوقعاته التي يطلقها من خلال تدوينات على حساباته الخاصة في “اكس” (تويتر سابقا) أو “فيسبوك” تنتشر مثل النار في الهشيم وتتناقلها المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي بكثافة. وقد تسببت تلك التوقعات في كثير من الهلع حول العالم؛ بسبب أنها اشتملت على تحذيرات من هزات قوية مرتقبة كل حين؛ مع ربط تلك التوقعات باقترانات الكواكب في الفضاء واصطفافها؛ وتكوينها “هندسة حرجة” تؤثر على الأرض وتتسبب بالزلازل؛ بحسب نظرية هوغربيتس التي يدافع عنها بكل قوة.

ويؤكد العلماء ويصرون على أنه لا توجد أي طريقة علمية تتيح التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها.

وعبر موقع “اكس”، توجهت “العربية.نت” بالسؤال للعالم الهولندي المثير للجدل؛ حول السبب الذي يجعل علماء الفلك والجيولوجيا يتجاهلون نظريته؛ ولا يعيلونها أي اهتمام.

فأجاب بالقول: “أعتقد أن مراقبة الكواكب في هذا السياق تعتبر غير علمية -بحكم التعريف-، وربما يكون هذا هو سبب رفضهم البحث فيها”.

ومازال الجدل مستمرا!

وبعد أن تصادف تحذير العالم الهولندي مع وقوع عدد من الزلازل المدمرة بالفعل بأماكن مختلفة من الاأرض.. يبقى التساؤل والجدل:

*هل فعلا اقترانات الكواكب واصطفافها والهندسة الناشئة عنها يمكن أن تؤثر على الكرة الأرضية في صورة نشاط زلزالي.. ولو بنسبة صغيرة؟

*ولماذا لا يتوسع علماء الجيولوجيا والفلك في دراسة هذه النظرية فربما تثبت صحتها؟

“العربية.نت” توجهت بهذين السؤالين لدكتور جاد القاضي، مدير معهد البحوث الفلكية في مصر، فأجاب بالقول إنه “لم يثبت حتى الآن علميا أي من هذه الادعاءات، نافيا ارتباط أي ظاهرة فلكية بأي نشاط زلزالي.

القاضي أضاف بالقول: “أنا لا أتابع هذا الهولندي.. ولكن في تصنيفي أنا أعتبره منجما يستغل الظروف والأحداث.. وهو لا يتابعه أحد إلا من المنطقة العربية فقط”.

وأكد مدير معهد البحوث الفلكية أن “العلاقة الوحيدة المثبتة علميا بين الكرة الأرضية والأجرام السماوية، هي علاقة الأرض بالقمر خلال ظاهرة المد والجزر فقط.. ولم يتسن تأكيد أي علاقة أخرى دون ذلك”، مشيرا إلى أنه لو تأكد ذلك لأمكن التنبؤ بالزلازل بكل سهولة؛ لأن اقتران الأجرام السماوية مع بعضها ومع الأرض فلكيا معلوم ويمكن تحديده على مدار عشرات بل مئات السنوات.

“منجم.. وما يدعيه غير صحيح!”

وأضاف أنه إذا ثبت ذلك لاستطاعت الدول المتقدمة والتي تعاني من ويلات الزلازل، كاليابان وغيرها، اتخاذ هذا الاتجاه وحماية مواطنيها وأراضيها من الزلازل.

القاضي شدد مجددا على أن فرانك هوغربيتس “منجم.. وما يدعيه غير صحيح وهو فقط يتربح من كمية المتابعات التي يقوم ببثها ونشرها فقط في المنطقة العربية..”.

يذكر أن عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس يرأس هيئة “استبيان هندسة النظام الشمسي” SSGEOS – Solar System Geometry Survey؛ وهي مؤسسة بحثية تركز على مراقبة الهندسة الناشئة من الأجرام السماوية وعلاقتها بالنشاط الزلزالي على الأرض.

ما هي “هندسة الكواكب الحرجة”؟

وبحسب تعريف SSGEOS على موقعها؛ فإن الهندسة المحددة بين الأجرام السماوية المرتبطة بالزلازل الأكبر يتم تسميتها بـ”هندسة الكواكب الحرجة” أو “الهندسة القمرية الحرجة” إذا كان القمر مرتبطا.

وبحسب نظرية هوغربيتس؛ فإن الهندسة الحرجة لا تؤدي دائما إلى زلازل كبيرة. ويعتمد ذلك على حالة القشرة الأرضية، أي مقدار الضغط بين الصفائح التكتونية. وهذا يؤشر إلى وجود علاقة مباشرة بين تراكم الضغط في قشرة الأرض والشحنة الكهرومغناطيسية الناتجة عن هندسة الكواكب الحرجة؛ مما قد يؤدي إلى الزلازل الكبيرة.

يذكر أن هوغربيتس كان قد توقع عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل على مدار الشهور والأسابيع والأيام الماضية، وأبرزها زلزال تركيا المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في فبراير الماضي، وكذلك زلزال المغرب الشهر الماضي الذي أودى بحياة 3 آلاف شخص. كما توقع عدة زلازل متزامنة هزت الأرض خلال الأيام القليلة الماضية، وكان قد حذر منها مسبقا. وآخر توقعاته وتحذيراته كانت مجموعة الزلازل التي هزت أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية، بل إنه حذر من إمكانية حدوث نشاط أقوى للهزات الارتدادية “في أفغانستان أو بالقرب منها، محدداً تركيا والشرق الأوسط وربما رومانيا”، بحسب تدوينته على حسابه في “اكس” (تويتر سابقا). (العربية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى