“مؤتمران ثقافيان دينيان بمشاركة دولية، معرضان للكتب ترافقهما ندوات عديدة، مهرجان للأفلام الوثائقية، معرض فني استعادي عن تاريخ الرسم اللبناني، يوم دراسي طويل للجمعية اللبنانية للتحليل النفسي، أمسية شعرية موسيقية في المدينة مسرح، حفلات…”، هكذا افتتح سمير قصير. مقالته “عصر الثقافة” نشرت عام 2001 في جريدة النهار، عندما كانت بيروت عاصمة الثقافة، ومطبعة الشرق، ومساحة حرياته وإبداعه، ومختبر ثقافاته. ماض حضاري عريق لا يشبه واقعنا اليوم.
افتتح معرض الكتاب الدولي 2023 رغم كل الظروف والأزمات القاسية التي تعيشها المنطقة، في نسخته الثامنة في منتدى بيروت، بتنظيم من نقابة الناشرين. وفي لبنان إيماناً بدور الكلمة والحرف والكتاب في تطور الأمم.
غرضها وأنشطتها
وتستمر فعاليات المعرض، الذي افتتح في 13 الشهر الجاري، حتى 22 أكتوبر، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً، عدا أيام الجمعة والسبت، حتى الساعة العاشرة مساءً، على مساحة تقدر بـ 6000 متر مربع في جذر “Forum du Pi”.
ويشارك في المعرض أكثر من 155 دار نشر من 21 دولة عربية وأجنبية، ويرافقه برنامج ثقافي يستضيف أدباء وشعراء لبنانيين.
هدف المعرض هو استعادة دور لبنان الرائد في تحويل معارض «الكتاب» إلى حدث ثقافي يتمتع من خلاله المرجعيات الثقافية بدورها وتأثيرها، من خلال وسائل النشر والكتاب ومن خلال الفعاليات، وتشجيع الناشرين. والموزعين والمؤسسات الثقافية والتعليمية لتوسيع حركة النشر والترجمة، وتنظيم ورش العمل والمؤتمرات المصاحبة للمعرض.
ومن بين الأهداف الأخرى تأمين اللقاءات والحوارات بين الناشرين والقراء والمسؤولين عن الثقافة والتعليم. تعزيز التفاعل وتوسيع دائرة القراءة والنشر وإيجاد الحلول لتوسيع نقطة التوزيع المحلية والعربية وتحقيق أشكال التعاون بين الناشرين وأصحاب الكتب للاهتمام بالثقافة والكتب لتحديد المتطلبات وتوفير الموارد لخلق المزيد من المنافذ في البلدان الناطقة باللغة العربية، مما يحولها إلى قوة دافعة مرنة لشركات توزيع الكتب ووسائل الإعلام الثقافية. ومن ناحية أخرى، حماية حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي من خلال نشر احترام وتطبيق القوانين المعمول بها والمصادق عليها.
الأول اسمه «لبنان» والثاني اسمه «بيروت».
وفي ظاهرة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الأدبية والثقافية، تشهد العاصمة إقامة معرضين للكتاب، تفصل بينهما مسافة 5 كيلومترات ولا تزيد مدتهما عن 30 يوما. الأول نظمته «نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين» بدعم ورعاية وزارة الثقافة، ويسمى «معرض لبنان الدولي للكتاب». أما الثانية، فينظمها «النادي الثقافي العربي» بدعم ورعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ويحمل اسم «معرض بيروت الدولي للكتاب العربي»، وتقام دورته الـ65 في «شاطئ البحر». المركز على الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية من 23 نوفمبر حتى 3 ديسمبر 2023.
وجاءت مشاركة الناشرين في المعرض على النحو التالي: بعضهم قرر المشاركة في معرض لبنان الدولي للكتاب فقط، والبعض فضل المشاركة في كلا المعرضين، والبعض الآخر لم يشارك على الإطلاق.
ووصف بعض المراقبين والقراء مسألة وجود معرضين بـ”الانقسام” السياسي، واستذكروا ما حدث قبل عامين عندما تم رفع صور الجنرال الإيراني قاسم سليماني في معرض الكتاب العربي، وما تبع ذلك من مشاكل وصراعات داخل المعرض. معرض. ويرى آخرون أن كل معرض له جمهوره وقراءه، وهو أشبه بمسابقة ثقافية جميلة.
ويبقى السؤال هل يملك القارئ اللبناني القدرة المالية والنفسية، في ظل أزمات لبنان الصعبة، لزيارة معرضين وشراء الكتب خلال فترة زمنية قصيرة.