افتتحت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب”، بالشراكة مع “جمعية إنقاذ الطفل” معرض “إنماء” للإنتاج الزراعي والحرفي تحت شعار: “تخرجنا وأنتجنا”، في باحة “القرية الزراعية” في بعلبك، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، وبحضور فاعليات بلدية ونقابية واجتماعية.
اللقيس
وأشار مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب رامي اللقيس إلى أن “معرض تخرجنا وأنتجنا، دلالة على التخرج من الفقر، والإنتقال بعد التمكين إلى مرحلة الإنتاج والتطوير والإبداع، ونحن وزوار أجنحة المعرض نقول اشترينا ونفتخر بالجودة والنوعية، والهدف من هذا اللقاء ليس التسويق للمنتجات التي هي شهادة التخرج للمشاركين، بل للإضاءة على فكرة بناء علاقات اجتماعية على قاعدة الاقتصاد القوي والإنسان المنتج، والإنتقال من مرحلة الضعف والتبعية إلى الإنتاجية الاقتصادية”.
وأضاف: “نحن في هذا الظرف الاقتصادي الصعب، أمام امتحان وتحول مهم جدا، فاقتصادنا يصحح نفسه إلى حد ما. إن كل المساعدات والدعم الذي تلقاه لبنان منذ عام 1990 حتى الآن لم يوظف بالشكل السليم، بل للأسف أدى إلى أن يصبح اقتصادنا مشوها، وزاد الكسل عند اللبنانيين، وألغى الكفاءة. لذا نحن بحاجة إلى أن نفتش عن أي مهارة أو فكرة تعيننا على مواجهة صعوبة العيش، وأن ننتقل من الكسل والتعالي على العمل، إلى الفعل واستخدام الموارد والإمكانيات والقدرات”.
واعتبر أن “الأزمة التي يمر بها بلدنا منذ سنوات، أدت إلى رؤية إنتاجية عند الكثيرين، الذين بدأوا باستثمار أرضهم وإمكانياتهم بشكل أفضل، وتخطت نسبة الأراضي المزروعة اليوم في لبنان الفترات السابقة، وهذا يعني أن هناك إمكانيات للإنتاج، ولكن لم يكن يوجد رؤية إنماء وإرادة”.
حجار
ولفت حجار إلى أن”هذا المعرض اسمه إنماء، أي أننا سنخطو خطوة إلى الأمام، بما يعني أننا لا ننتظر ان يقدم لنا أحد المساعدة لنتمكن من تأمين متطلبات العيش وتوفير احتياجات عائلاتنا، بل نقدم على خطوة نحن وآخرين، ونطلق الطاقات الإيجابية التي لدينا، ونبدأ بالإنتاج، ثم يكبر مشروعنا شيئا فشيئا”.
وتابع: “هذا المشروع الذي نفذته في البقاع جمعية إنقاذ الطفل بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، بتمويل من الاتحاد الاوروبي، هو عمل إنمائي بامتياز، وهو يقوم على العمل لإخراج الطاقات الإيجابية الواعدة بعد المساعدة والتمكين، ومن ثم الإنتقال إلى مرحلة الإنتاج. ونشكر بالمناسبة الاتحاد الأوروبي لتمويله هذا المشروع، ودعمه للبنان في البعد الانساني”.
وقال: “هذه الأرض لها تاريخ وتراث وحضارة، نحن لسنا مساكين وفقراء، ولسنا مستعطين، من هنا انطلقت حضارات وثقافات وكانت هذه الأرض إهراءات لكل الشرق”.
واعتبر أن “التغيير ليس بالمال، بل الأساس في التغيير نحو الأفضل، الفكر والعقل والتعاون ونظرتنا السليمة إلى الأمور”.
وأردف: “عندما توليت الوزارة، رضيت العمل ببرامج لها علاقة بالدعم المادي، مع انني غير مقتنع بهذه الفلسفة ولا أقبل بها، ولكن وجدت أن هناك عائلات إذا لم نحول لها المال لا تستطيع أن تطعم أولادها، مع العلم أن تلك المساعدة بسيطة تكاد تكفي لشراء الخبز اليومي لمدة شهر، لكنها لا تمكن العائلة من الاستشفاء أو الطبابة أو التعليم أو تأمين الإحتياجات الأخرى. هذه المشاريع التي اطلقناها هي جيدة، ولكن في نفس الوقت من سلبياتها بانها تعودنا على العيش منتظرين المساعدة، أي أنها تقتل فينا الطموح والإبداع، فأنا أقبل أن يكون تقديم المساعدة المالية مشروطة لفترة معينة، وبعدها نتشارك في الإنماء والتمكين، وننطلق إلى أرضية لدعم العائلات والانطلاق اقتصاديا واجتماعيا وإنتاجيا”.
وختم: “هذه الزيارة إلى زحله ومنطقة بعلبك لمدة ثلاثة أيام للقاء أهلي والاستماع إلى حاجاتهم الفعلية، ولرؤية واقع مراكزنا التي قدمت الخدمات لأهلها طيلة سنوات، واليوم تعاني من أزمات. فهل نقدم على إقفال هذه المراكز بسبب هذه الأزمات، وهل نصرف العاملين فيها؟ بالطبع لا، نحن بحاجة إلى أن تستمر هذه المؤسسات في عملها، وإلى أن نكرّم الذين وقفوا إلى جانب الناس، ومعنيون بالعمل لتأمين التمويل اللازم لاعادة الحيوية لكل المراكز الاجتماعية”.
خراط
وأكدت رنا خراط أن “جمعية إنقاذ الطفل، استهدفت مع شركائنا الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب وجمعية عكارنا 1200 عائلة في عكار وبعلبك، وحققنا نجاحاً كبيراً، وتمكنت 400 عائلة من تأسيس مشاريع إنتاجية تمتاز بجودة النوعية”.
وختمت: “قدمنا مساعدات اجتماعية ومالية وتدريبية للعائلات على مدى سنتين، ونحن نحتفل اليوم سويا بهذا النجاح والتخرج من الفقر والعوز إلى مرحلة الإنتاج الذي نجد أصنافه في أجنحة المعرض، فكل الشكر والتقدير لكل العاملين في هذا المشروع، ولكل من ساهم فيه”.