اعلنت مؤسسة عامل الدولية، أنها “تقف مصدومة ومفجوعة أمام هول ما يحصل في قطاع غزة، ونتوجه إلى جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية والحكومات الفاعلة بالمناشدة لاتخاذ موقف حازم وموحد لإيقاف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، لليوم الرابع عشر على التوالي، في ظل إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن توقف معظم مستشفيات غزة عن العمل ونفاد المعدات واللوازم الطبية بشكل كامل، حيث يتعرض القطاع الصحي في غزة إلى تدمير ممنهج، لا يمكن السكوت عنه، خصوصاً بعد المجزرة الشنيعة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي بحق مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط أكثر من 700 ضحايا أبرياء وجرحى ومصابين من المدنيين العزل معظمهم من الأطفال والنساء، والتي بيّنت للعالم حجم المأساة التي تعيشها غزة المحاصرة، وحجم الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها اسرائيل بحق القوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية جميعها، خصوصاً معاهدة جنيف التي تنص بنوداً خاصة فيها على ضرورة تحييد المرافق الصحية والإنسانية من الاستهداف”.
وتابعت في بيان: “بلغ إجمالي ضحايا العدوان على غزة حتى الآن 3500 شهيد و و12065 إصابة بجروح مختلفة، حيث أن 70 % من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، وبلغت المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق العائلات 433 عائلة وصل منها 2421 شهيدًا فقط، وما زال المئات منهم تحت الأنقاض، وهناك حتى هذه اللحظة أكثر من 1300 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض منهم 600 طفل! في ظل تسجيل أكثر من 111 استهدافاً للمرافق الصحية سجلتها منظمة الصحة العالمية في غزة حتى اليوم، وكل ذلك يحدث بالتزامن مع الإعلان عن نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب والاستخدام ودمار دور العبادة والمدارس والمراكز الانسانية التي يستخدمها المدنيون كملجأ لهم”.
واضافت: “خلال ساعات من الآن، لن يعد هناك امكانية لاجراء العمليات الجراحية في غزة واستيعاب المزيد من الضحايا والجرحى، حيث يقول الأطباء في القطاع أن المسشتفيات ستتحول إلى مقابر جماعية، في ظل اعلان وزارة الصحة خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، فالوضع في غزة هو جريمة ضد الإنسانية لا يمكن احتماله، لا يمكن تبريره، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمامه كمؤسسات إنسانية، وقد وصفته مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بأنه كارثة مطلقة”.
وقالت: “إن ما تتعرض له غزة على صعيد تدمير البنى التحتية بشكل كامل هو إبادة جماعية معلنة وتوجه صريح لتفريغ غزة من سكانها، وعلينا جميعاً أن نرفض هذه المخططات التهجيرية، التي يستخدمها الاحتلال لضم المزيد من الأارضاي الفلسطينية وكرسالة ترهيب للفلسطينيين جميعهم، خصوصاً في الضفة الغربية وأهالي الأراضي المحتلة عام 1948. نحن نطالب بفتح ممرات إنسانية فوراً، فلم يعد هناك متسع في هذا العالم لاحتمال هول الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وإننا نطالب بإيصال المساعدات الإغاثية من طعام ومياه ومعدات طبية، والسماح للجرحى بتلقي العلاج خارج القطاع، واتخاذ موقف دولي ضد استهداف المدارس والمستشفيات والمساجد والمكتبات، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإيقاف الإبادة بحق أهالي القطاع، في خرق صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، ومحاكمة اسرائيل التي اعتادت ضرب القوانين الإنسانية كلها بعرض الحائط، نتيجة للتواطؤ المستمر من قبل بعض الدول التي تدعمها بشكل أعمى وغير مشروط”
وختمت: “إن وصول سكان غزة إلى الإمدادات الأساسية كالطعام والماء والمرافق الطبية بشكل آمن، هو حق تضمنه كل الشرائع والقوانين الدولية، وعليه فإن فتح معبر رفح الحدودي مع مصر ووضع حد للقصف العشوائي وعملية العقاب الجماعي هو مطلب إنساني عالمي. إن هناك أكثر من مليوني إنسان محاصر في غزة، يعيشون نكبة حقيقية تتطلب منا استخدام كل الوسائل الانسانية لمساندتهم، علينا أن نستخدم صوتنا وقوة نضالنا الإنساني لايقاف هذه الإبادة. إننا في مؤسسة عامل قد وضعنا مراكزنا وعياداتنا النقالة وفريقنا المؤلف من ١٥٠٠ متطوع ومتفرغ في حالة تأهب ضمن خطة طوارئ بالتسنيق مع تجمع الهيئات الأهلية التطوعية ووزارة الصحة والمنظمات الدولية ووزارة الشؤون الاجتماعية لمواجهة أي طارئ في لبنان، وللتشاور حول سبل دعم الناس في غزة للوصول إلى حقوقهم والتضامن الإنساني معهم. كما نقوم بالتنسيق مع شركائنا حول العالم وفي لبنان لتشكيل قوة ضاغطة على أصحاب القرار والمساهمة في ايصال المساعدات إلى القطاع، وإننا نحضر لنداء عالمي باسم حركة عامل الدولية”.