جمعية “السلام للثقافة والتنمية” أحيت المولد النبوي في قلعة بعلبك برعاية دار إفتاء بعلبك الهرمل

أحيت جمعية “السلام للثقافة والتنمية” المولد النبوي الشريف باحتفال حاشد أقامته في الباحة الخارجية لقلعة بعلبك الأثرية، برعاية مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وحضور النائبين غازي زعيتر وينال صلح، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، عضو المجلس الشرعي الإسلامي المحامي أحمد وهبة، ممثلي القوى الأمنية والأحزاب والقوى الوطنية والقومية والإسلامية والفصائل الفلسطينية، وفاعليات دينية وبلدية واختيارية وثقافية واجتماعية، وبمشاركة جمعية “الكشاف المسلم“.

بعد تعريف للشيخ قاسم قبرصلي، سأل رئيس الجمعية المفتش الديني في المحافظة الدكتور الشيخ عامر الغز في كلمة: “إذا جاز للحكومات والأمم أن تحتفل بوحدتها وتعاونها في ميادين الحياة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، فلماذا لا يحتفل المسلمون بمن وحّد صفهم وجمع شملهم على الحب والود والصفح والمغفرة والعفو والتسامح والرضا، وحثهم على الأخوة والتعاون والتناصح والتراحم والتعاضد، فجعلهم كالجسد الواحد أذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، سيدي رسول الله الذي حارب النفوس المتكبرة، نبي الرحمة والإنسانية والأخلاق والتواضع، فلما أراد الله للأخلاق أن تتجسد قال لها كوني فكانت محمدا”.

وختم: “إسلامنا لا يستقيم عموده بدعاء شيخ في زوايا المسجد، إسلامنا نور ينير طريقنا، إسلامنا نار على من يعتدي”.

الغزاوي

بدوره، قال المفتي الغزاوي: “نحن نعيش في هذه الأيام الصعبة لنستقرئ التاريخ ولنعيش الواقع ولنخطط للمستقبل. كانت هذه الحجارة في هذه المدينة وفي هذه القلعة تحكي بعض الأسماء في بقاعنا، شمس الإسلام مرت من هنا لتفتح أرض البقاع، ثم دمشق، ثم بيت المقدس، ولنعلم ان تضاريس أرضنا صنعت التاريخ، وتستطيع ان تصنع مستقبلا”.

تابع: “بعلبك رفدت عالمنا الإسلامي بالإمام الأوزاعي الذي عملت بمذهبه بلاد الشام ما يزيد عن 500 عام، الامام الأوزاعي كان سببا في حل المشكلة ولم يكن الإسلام يوما هو المشكلة، ولذلك نقول لتلك التي قالت ان المشكلة بدات من 1400 سنة، ان المشكلة بدأ حلها من قبل الإمام الأوزاعي منذ 1400 سنة، وكما سمعنا من شيخنا العلامة الشيخ خليل الميس ان الذي كان يضيء قبر الإمام الأوزاعي في بيروت هم المسيحيون في لبنان، لانهم كانوا يعتبرون أن الفضل له في بقاء هذا التنوع وفي بقاء هذا الوجود اللبناني”.

أضاف: “نحن اليوم نتطلع الى عالم يستعيد العدالة للأرض كما استعادها يوسف بن أيوب عندما وحد الجبهتين الشامية وأرض الكنانة في مصر، وبدأ توحيد الجبهتين من أرض بعلبك، ولذلك نحن نتطلع اليوم الى عالم نكون نحن الإمام فيه، لأننا نحن الأقرب إلى بيت المقدس حيث تظلم وتقهر الإنسانية على مشاهد العالم كله، ويظلم الجنوبي والبقاعي الغربي لانه جاور قضية، وأراد أن ينصر القضية، لانه الرجل في الزمان الصعب”.

وأردف: “نريد من المسلمين أن يكونوا حروف النبي وسيرته حتى تسطع للعالم، وحتى نحرر العالم كله كما حرره النبي. نحن عندما مررنا بالحجر إذا بالحجر يسلم من حولنا، لم نتعال على أحد، ولم يكن عندنا قهر لأحد، ولما تولى غيرنا قهر البلاد والعباد. ولذلك أنشودتنا وخطابنا اليوم هو فلسطين، ونحن بحاجة ألى أن نوحد صفنا”.

ورأى أن “مجلس الوزراء اليوم هو عنوان الوطن، وينبغي ان نكون عنوانا لتوحدنا من حول هذا الوطن، حتى يكون الوطن للكل، وأن لا يكون الوطن مجزءًا على الكل، ونريد من خلال المؤسسات التي بقيت والتي ينبغي ان تستعيد ما فقدنا من المؤسسات أن تكون هي الراعية حتى يبقى للمواطن وطن. وإننا نطالب باكتمال عقد الدولة من رئاسة الجمهورية إلى غيرها، حتى نواحه المحتل بالدولة القوية لا بالدولة الضعيفة والمشتتة”.

وختم: “مؤسساتنا العسكريه والأمنية والقضائية والإدارية، إنما هي مؤسسات شموس تشع على الوطن، علينا أن نحافظ عليها، وعلينا أن نستعيد شمائل النبي، حتى نكون الترجمان الذي عندما يراه الناس يرون النبي من خلالنا”.

الرفاعي

واعتبر راعي الاحتفال المفتي الرفاعي أنه، “كما تطلع الشمس بأنوارها فتفجر ينبوع الضوء المسمى بالنهار، يولد النبي فيوجد في الإنسانية ينبوع النور المسمى بالدين. النهار يقظة الحياة تحقق أعمالها، والدين يقظة النفس تحقق فضائلها، ورعشات الضوء من الشمس هي قصة الهداية للكون في كلام من النور، وأشعة الوحي في النبي هي قصة الهداية لإنسان الكون في نور من الكلام. كل خير وقع أو سيقع في هذا العالم فبسبب آثار ومعالم النبوة، وكل شر وقع أو سيقع في هذا العالم فبسبب خفاء آثار ومعالم النبوة، ولن يستطيع إنسان السير إلى الله إلا على آثار وخطى محمد رسول الله”.

ورأى أنه “لم يُعط نبي شيئا إلا وأعطي نبينا خيرا منه، إن أول ظهور لله هو النور المحمدي الذي نوَّر به الأكوان حين أخرج من حيز العدم إلى حيز الوجود، ولولا امداد هذا النور وهذه الروحانية، ما كانت أكوان ولا كانت عوالم”. وقال: “إن حفلنا الديني الإنشادي يقول للجميع من قلعة بعلبك، ان الإسلام ليس ضد الحياة، إنما هو ضد الحرام، وواجب دائما أن نشكر الله على نعمه، وسيدنا النبي نعمة متجددة، فوجب علينا دائما ان نشكرها. لم يأتي النبي بصيغة إلغاء ولا إقصاء، وإنما جاء ليستوعب، وليعدل، وليضيف، وليقدم لنا الصورة النهائية للدين، وليقول لنا صار بوسع واحدكم أن يتابع السير، بعد أن رُسمت له الخطوط العامة، ووضعت له إشارات السير”.

وتابع: “جاء أجدادنا إلى القلعة، فبنوا السور لحمايتها، ورفعوا البرج هناك، ووضعوا أساس المسجد هنالك، لنقول للجميع لم نات بصيغة إلغاء ولا إقصاء، إنما جئنا لنحمي الجميع، قلاع فضيلة وحصون قيم، وكل فساد سيقع في هذا العالم، إما لأن هناك قلعة تهدمت، أو أن هناك حصنا مهدداً”.

وأردف: “مدينتنا لنعيش معا مع احترام الخصوصيات، وزيادة المساحات المشتركة، ومع خطاب واضح وصريح يحافظ على السلم الأهلي الذي يشكل نقطة الإرتكاز في حركتنا. نكره الاستبداد ونمقت الاستزلام، ننشد الحرية، ونعشق العمل وفق قواعدنا الإسلامية، ولا نتأثر أبدا لا بإغراءات ولا بتهديدات، نريد بناء دولة المواطنة والشراكة والمؤسسات وسيادة القانون، ومكافحة الفساد، واعتماد الكفاءة قاعدة عملية لا شعارا يرفع ويستهلك. هذه رسالتنا مع أمين عام مجلس الوزراء إلى رئاسة مجلس الوزراء وكافة إداراتها”.

وقال: “نحتفل بالنبي القائد والمجاهد والقدوة، وبالنصرة والجهاد والدعم لإخواننا في غزة. نبينا قارع اليهود وجاهدهم وتحدث عن الطائفة المنصورة التي تجاهد ولا يضرها من خذلها. ديننا تحييه الدماء، وتطفئه الدموع، فامسحوا دموعكم وربوا شهداء الغد”.

وختم: “علمتنا غزة أن العقيدة سلوك لا سطور، يجمعون أشلاء أحبائهم بيد، ويحمدون ربهم، ويمسحون دموعهم بيد أخرى. الإحتلال يمعن في القتل لأنه يستعدي البيئة الحاضنة عقابا لها، لكن تأكدوا هذه الحرب ستنتهي عاجلا أم آجلا، البيوت المهدمة سنبنيها، وسنصهر حديدها ونجعله أجساما لصواريخ الجولة القادمة. من استشهدوا سيُدرَّب غيرهم، والأطفال الذين ذهبوا سيُنجب غيرهم، والمآذن في المساجد ستعود كما كانت وأفضل. ليس بيننا وبين المحتل إلا لغة الرصاص، اللغة الوحيدة التي يفهمها ويحترمها، ولن نتوقف حتى يصلي من بقي منا في المسجد الأقصى”.

وقدمت “الفرقة الشامية” أناشيد ومدائح نبوية من وحي المناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى