
بقلم سيندي أبو طايع
موهبة خالصة لا ادّعاء فيها ولا اصطناع، حنجرة كاملة متكاملة وامرأة استثنائيّة مسكونة بكينونة فنيّة خاصّة تتخطّى ال ٢٧ لغة. حضورها مخمليّ أنيق، وبيتها الموسيقي المروّض للأمزجة حافل بمنازل كثيرة. صوتها انجيل شخصيّ ووثيقة ولادة، ودقّة حبّ أولى وطرف ثالث لكلّ قصّة حبّ. وهو نبعٌ هادرٌ عطشان يُلهم ويفجّر ثالوث الصلاة المختصر بالحبّ والإيمان والأمل. وهو كثيرٌ بها، و غفيرٌ لا يُحصى. وهو حقيقي لأنّه نعمة. وأيّ شيء حقيقي غير النعمة.
هي عبير العمر التي تنام بأحلامها كي تقول للمستحيل في الغد “وينك” و”تلفنتلك بدي قلك” صباح الخير. هي الابتسامة الرقيقة التي ودّعت ” الليل الطويل” بكامل عدّته وأُبّهته وتعالت على الجراح مهما اشتدّ زئيرها. هي لحنٌ منفردٌ لقّحه القلب بنبضة حبّ زائدة، هكذا، “بصراحة” و “بلا ما نحسّ”. وهي قمرٌ رُسم على العتمة ليكون نافذة على كلّ اشراقة شمس جديدة. هي دمعة عزاء للقلوب المحترقة في هذا الليل المدلهمّ الآفل. هوي أكثر من صوت وأعمق وأبعد… هي حالة فريدة ساحرة من البداهة الأدائية المصقلة بالطبع لا بالمران، تحدث عبر السماع ولا تبقى محدودتاً في الأذن المتلقية، بل تراها متحرشة بوجدان القلب وأحاسيس العقل. وهي كروم الحبّ والعشق والشغف التي تغمرك بغبطة سماويّة استثنائيّة على درب الرجاء والقمح والزيتون.
تقول الحكمة، من رتّل فقد صلّى مرّتين. الحقّ الحقّ أقول لكم، إذا مللتم من الصلاة، رنّموا. أقول، حلّقوا مع “النعمة” الى السماء.



