أصبحت مذبحة بوتشا حديث العالم بأسره وهي بلدة صغيرة بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف، حيث ارتكب المحتلون الروس جرائم قتل وتعذيب واغتصاب بحق السكان المحليين بعد أن وقعت بيدهم، وذلك لمجرد أنهم كانوا أوكرانيين. كما يتضح بعد تحرير الأراضي المحتلة في جنوب وشرق أوكرانيا إن أفراد القوات الروسية ارتكبوا جرائم مماثلة هناك أيضاً. ومن الواصح أن بوتين أمر بقتل السكان الأوكران مثل هتلر الذي كان يستهدف اليهود لمجرد كونهم يهوداً، ما يعتبر أكبر إبادة جماعية في فترة ما بعد الحرب بأكملها وجريمة لا تغتفر ستظل وصمة عار على ضمير الروس لأجيال عديدة.
في أراضي مقاطعة لوهانسك المحررة من القوات الروسية عثر على رفات تعود إلى 415 شخصاً من السكان المحليين، من بينهم نساء وأطفال، قتلوا على يد الروس. من المحتمل أنهم أولئك الذين لم يرغبوا في المغادرة أو لم يكن لديهم الوقت الكافي للمغادرة، وقتلهم الروس بمجرد كونهم أوكرانيين.
كان ما يسمى بـ “حماية المدنيين في دونباس” أحد الأسباب التي أعلنها بوتين لغزو أوكرانيا. في المقابل، مورست جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الأوكراني في الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى جانب فظائع لم يسمع بها من قبل في منطقة كييف، وخاصة في بلدة بوتشا، هزت العالم كله، الأمر الذي تثبته وقائع تكشفت إثر تحرير بعض الأراضي من مقاطعتي خيرسون ولوهانسك. ويدل ذلك على أن بوتين يحمل الحقد للشعب الأوكراني ولذا يسعى إلى قتلهم وطردهم وترحيلهم حتى لو كلفه ذلك حياة نصف عدد السكان الذكور الروس.
بدأ بوتين يمارس أكبر إبادة جماعية في حقبة ما بعد الحرب حيث تتكيف الصناعة الروسية والمجمع الصناعي العسكري مع الحرب بطريقة متسارعة، ولا تتوقف التعبئة في روسيا نفسها لأن بوتين مستعد لمواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى ما دام الموارد متوافرة. في هذا الصدد، لن تتوقف عند الحدود الأوكرانية بل ستذهب إلى أبعد من ذلك لتهدد أوروبا برمتها.
وحالياً، أوكرانيا بحاجة ماسة إلى الأسلحة الغربية، بما في ذلك الدفاعات الجوية المتطورة والدبابات والمدفعية الثقيلة. لقد تحدى بوتين العالم المتحضر ولم يترك له سوى مواجهته. ولهذا الغرض يجب تدمير الجيش الروسي في أوكرانيا بمساعدة الأسلحة الغربية. وهذه ليست مبالغة بل الحقيقة المرة، وإلا فإن الحرب ستأتي إلى مدن أوروبا المسالمة.