الاعلامية ميراي عقيقي محفوظ :”المشهد الاعلامي مؤلم والتيك توك يُشارك بالأسفاف

حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)

اختارت الاعلام بدلاً من ساحات القضاء حيث انها درست الحقوق وتدرجت فيه، ورغم عشقها للاعلام الا انها أبت ان تكون مجرد صورة، بل فرضت نفسها كصاحبة فكر وموقف الى جانب انها شخصية محبوبة ومثقفة، أسرت القلوب بطلتها وحضورها وتركت تأثيرها الساحر على الاخرين من  خلال شخصيتها الاجتماعية.. ميراي عقيقي محفوظ ابنة حراجل البارة التي تميزت بتقديم نشرات الاخبار وتغطية الندوارت والمؤتمرات بمهارة برهنت من خلالها ان الإعلامية الحقيقية الناجحة لا بد من أن تتمتع بالعديد من الصفات المتميزة لتقودها إلى طريق النجاح.. معها كان الحوار التالي.

* تجربتك الاعلامية حافلة ما بين تقديم البرامج وإذاعة نشرات الاخبار، حدّثينا عنها؟

-بدأت مسيرتي الاعلامية بعد أن حصلتُ على شهادة جامعية في إختصاص الحقوق من الجامعة اللبنانية للحقوق والعلوم السياسية، ودخلت حينها مجال المحاماة كمحامية متدرّجة، فالظروف شاءت أن دخلت الى محطة تيلي لوميار ، حيث عملت مذيعة ربط فقرات ومقدّمة برامج، وكرّت السبحة في مجال الاعلام ،فانتقلت الى تلفزيون ANB كمذيعة للاخبار العربية والدولية إضافة الى قراءة الصحف العراقية وتقديم ماغازين المغرب العربي وبعدها الى المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI حيث كنت مذيعة للاخبار المحلية وفيLBC الفضائية اللبنانية مذيعة للاخبار الدولية. بعد الLbci تابعت عملي الاعلامي.. لكن ك freelancer لاتفرغ لعائلتي التي أقدّسها، عندها قدّمت حفلات كبيرة كجائزة محمود كحيل والفنانة العالمية Hélène Séguara وبرنامجًا عن خطوات المرأة واستقبلت أكثر من ٥٠ سيدة، جميعهنّ رائدات في مجالهنّ، اضافةً الى مؤتمرات وندوات في الAUB والUSEK و LAU كما أدير ندوات في مؤتمرات محلية ودولية في المركز الدولي لعلوم الانسان التابع لليونيسكو الذي يهدف الى ترسيخ قيم الانسانية من خلال تلك المؤتمرات التي تحاكي البيئة والمناخ وعلوم الانسان واللغات وغيرها..

*كتبتِ في جريدة اللواء أيضًا، أين تجدين نفسك أكثر ببرنامج من اعدادك وتقديمك ام بنشرات الاخبار وكلاهما مهم وله رونقه أم في الكتابة؟

-الاعلام بفروعه الثلاثة أي المرئي والمسموع والمكتوب يكمل بعضه البعض، فمن الواجب على الاعلامي أو الصحافي، بالدرجة الاولى أن يتقن الكتابة باللغة العربية أو أي لغة يوصل من خلالها رسالته الاعلامية. الكتابة هي حجر الاساس كما الثقافة الواسعة والقراءة اليومية. فالفرق بين إذاعة نشرات الاخبار والبرامج، هو أنّ مذيع الاخبار يجب أن يتقن قواعد اللغة العربية والالقاء السليم والانسيابية في إذاعة النشرة وأن يتعلّم تحرير الخبر ويشارك في طبخ النشرة الاخبارية في الnewsroom ، اضافة الى متابعته المشهد السياسي العالمي والعربي والمحلي ويطّلع على المشهد الاقتصادي فيكون تركيزه على الprompter عند القراءة مع الحفاظ على سرعة البديهة لدرء اي مفاجأة تصادفه على الهواء أي اتقانه مسك الهواء عند حدوث أي جديد. بينما مقدّم البرامج اضافة الى اتقانه قواعد اللغة والالقاء السليم فهو يتفاعل مباشرةً مع ضيوفه فيكون حيويًا أكثر من مذيع الاخبار خصوصًا حين يدخل الى أعماق ضيفه ويُخرج منه ما لم يتمكن أي مقدّم آخر من معرفته عنه مع الاحترام الشديد للمُشاهد وإعتباره حاضرًا في الاستوديو وجعله معنيًا بالاسئلة والاجوبة ، فاحببت خبرتي في المجالين لانني أحب إذاعة نشرات الاخبار كما التفاعل مع الضيوف في المقابلات.

* كيف تصفين المشهد الاعلامي اليوم خصوصا ان كل من هب ودبّ صار يطلق على نفسه لقب اعلامي واعلامية؟

-المشهد الاعلامي اليوم مؤلم. أصبحت مهنة المتاعب والصعود السُّلّم خطوة خطوة نحو القِمّة، بمتناول الجميع برفّة جفن.. لكن “ما بيصحّ الا الصحيح”، فالمشاهد أو المستمع أو القارئ ذكيّ ويفرز المُجيد في عمله من عدمه، والدنيا ما بتخلا ، وألف تحية للزملاء المهنيين والمُجيدين ، وتحية أيضًا لجيل الشباب الساعي الى بناء مهنته مدماكًا مدماكًا، أما بالنسبة الى الفريق الباقي فهو فُقاعات تأخذها الرياح ولا أحد يذكرها.
*ماذا عن المواقع التي صارت متاحة للجميع تحت تسمية”رئيس تحرير”؟
-بالواقع هذا السؤال موجه لمعالي وزير الاعلام زياد مكاري ، والاتكال يبقى عليه لضبطها.


*موجة التيك توك حافلة بمحتويات مليئة بالاسفاف ايضا تحت تسمية اعلام الى اين نحن ذاهبون؟

-بالفعل في عصرنا هذا ، أصبحت منصة تيكتوك شريكةً في الاعلام والفن أيضًا ، لكن الtrend لا يعني أنّ المحتوى حقيقي وهادف، فالمتلقي يجب أن يتأكد من صحة المحتوى ومن هدفه، قبل أن يصدّقه ويعتمد عليه،مع العلم أننا لا نستطيع إنكار ما تقدمه تلك المنصة من إضاءة على ثقافات العالم وأنماط حياتهم.

*هل ندمت يوما على خوضك مجال الاعلام خصوصا أننا بزمن البروزة ؟

-أبدًا لم أندم، بل بالعكس أنا فخورة أنني خضت هذا المجال فهو غنى ومتعة في آن معًا وأجد نفسي بتجدد دائم ، عندما أقرأ وأطّلع وأبحث عن كل جديد..أما في ما يتعلق بالشهرة أو البروزة ، فلم أفكّر يومًا بالشهرة ولم أعتمد عليها في عملي،فالشهرة هي نتيجة سنوات من العمل والتعب والتضحية في المهنة وليست وسيلة، فالاعلامي الحقيقي يعتمد على المحتوى الذي يقدمه للمتلقي وليس فرض شخصِه عليه.

*الشخصية التي تتمنين محاورتها ولماذا والبرنامج الذي تتمنين اعداده وتقديمه؟

-أعتقد أن جميع الصحافيين غربيين كانوا أم عربيين يطمحون لمحاورة السيدة ” فيروز “، فهي أيقونة وقيمة كبيرة في لبنان والعالم، والشخصية الوحيدة الذي يجتمع عليها الجميع.. أما البرنامج الذي أتمنى إعداده وتقديمه هو كل ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة لانّ هذه الفئة، أجحف نوعًا ما ، الاعلام في الاضاءة عليها ، في الوقت الذين هم بأمس الحاجة للاهتمام بهم وتأمين مستقبلهم لانّ حياتهم في مهب الريح بعد رحيل ذويهم.

*ميراي الانسانة طالما تشكر الرب على عطاياه مرفقة بصورة لاطفالك الهذه الدرجة تعيشين الزهد والقناعة والايمان من ان الاضواء مجد باطل؟

-الايمان هو حجر الاساس في حياتي وبالتالي في حياة عائلتي، العائلة هي جوهر المجتمع وعندما نعتني بها ونصونها ، فاننا نؤسس لمجتمع سليم ومتماسك.

القناعة من الايمان، والزهد مرحلة بعيدة أتمنى أن أمشي خطاها بخطواتٍ ثابتة..أما في ما يتعلق بالاضواء فهي مجد باطل وسحرٌ آنيّ ، البعض يتعلّق بالاضواء ويظل تحت وطئة” جوع الشهرة” وهو لا يقل أهمية عن “جوع السلطة” و”جوع المال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى