خبير بيئي: العاصفة الشمسيّة المرتقبة ظاهرة طبيعيّة جداً ولا داعي للتهويل

نظرًا لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم والإضطرابات الكبيرة التي أحدثها في طبيعة الظواهر المناخية والأنظمة البيئية، فإن تأثيرات العديد من هذه الأحداث تزداد حدة وتنحرف عن طبيعتها النمطية، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى تفاعلها مع عوامل تغير المناخ. وتعتبر العواصف الشمسية إحدى الظواهر الطبيعية التي باتت تزداد مع تغيّر المناخ عالمياً.

ما هي العاصفة الشمسية؟

 

انتشرت في الآونة الأخيرة تحذيرات من عاصفة شمسية «خطيرة» ستضرب كوكب الأرض خلال هذا الأسبوع، مصطحبةً معها كتلة حارة تسيطر على كوكب الأرض.

 

عرّف الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل العاصفة الشمسية ،بأنها مجموعة انبعاثات تصدر عن الشمس، على شكل إشعاعات أو جسيمات دقيقة، تحمل شحنات كهربائية، فيما تنطلق بسرعات عالية جدًا، أي أكثر من مليون كلم في الساعة. أمّا عن سبب إصدار هذه الانبعاثات، فهو حدوث انفجارات على سطح الشمس.

هذا وأكّد كامل أنّ هذه الانبعاثات لا تؤثر بشكل كبير على الكرة الأرضية لأنها محمية بطبقات الغلاف الجوي، وحتى في حالة حدوث انفجارات عنيفة فهي لا تشكّل خطرًا، لأنّ معظمها تكون بعيدة عن الأرض، فالأرض هي بمثابة نقطة تمرّ فيها إشعاعات الشمس. لذا، طمأن الخبير البيئي الناس ودعا وسائل الإعلام الإبتعاد عن التهويل، فالعاصفة الشمسية ليست إلّا ظاهرة طبيعية تحدث كل 11 عاماً، لافتاً إلى أنه حتى يومنا هذا، لم يطرأ أي حادث خطير ناجم عنها.

آثارها السلبية

واشار الى إنّ العاصفة الشمسية هي اضطراب مؤقت في مجال الأرض المغناطيسي، والسبب في ذلك هو القدرة الشمسية العاصفة الجيومغناطيسية مكون رئيسي للطقس الفضائي، وتساهم بالعديد من المكونات الأخرى للطقس الفضائي. وبحسب كامل هذه الظاهرة لا تشكل أي نوع من الخطر على كوكب الأرض في حد ذاته، غير أنها قد تسبب الضرر للبشر الذين يعتمدون بشكل متزايد في حياتهم على أدوات التكنولوجيا المتقدمة، إليكم أبرزها:

– انقطاع الموجات الراديوية بسبب التخلخل المغناطيسي في مجال الأرض الجوي، فضلا عن انقطاع الانترنت وتعطل أنظمة الملاحة، كما يمكن أن تؤدي إلى تعطيل البث الإذاعي وإعاقة أنظمة اتصالات الطوارئ والتأثير على الاتصالات الجوية والبحرية.

– تعطيل الاتصالات الساتلية: تطلق العواصف الشمسية جزيئات مشحونة للغاية واندفاعات إشعاعية شديدة. عندما تتفاعل هذه الجسيمات مع المجال المغناطيسي للأرض، فإنها يمكن أن تتداخل مع اتصالات الأقمار الصناعية، مما يتسبب في حدوث اضطرابات في نظام الملاحة GPS، والفضائيات، وشبكات الاتصالات.

– تأثّر خطوط الشبكات الكهربائية، وقد يصل الأمر لتدمير المنظومة الكهربائية، ما سيقود لقطع الامدادات المائية عن المدن كون معظم محركات ضخ المياه تعمل على الكهرباء.

اضاف أن العواصف الشمسية الشديدة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، فإن الغلاف الجوي للأرض والمجال المغناطيسي يوفران حماية أساسية، مما يخفف من تأثيراتها المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التكنولوجيا الحديثة والبنية التحتية لديها تدابير قائمة لتقليل وإدارة آثار العواصف الشمسية.

هل من علاقة مباشرة بين العاصفة الشمسية وتغير المناخ؟ يجيب الخبير البيئي: لا ترتبط العواصف الشمسية ارتباطًا مباشرًا بتغير المناخ، ويشير الى ان تغير المناخ في المقام الأول يعود إلى التغيرات طويلة الأجل في أنماط مناخ الأرض بسبب الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

من ناحية أخرى، تعتبر العواصف الشمسية ظاهرة طبيعية مرتبطة بنشاط الشمس، يضيف الخبير البيئي، وتحدث عندما تطلق الشمس انفجارًا مفاجئًا للطاقة، بما في ذلك الجسيمات عالية الشحنة والإشعاع الكهرومغناطيسي. فيمكن أن تؤثر هذه الأحداث الشمسية، مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، على بيئة الأرض الفضائية والبنية التحتية التكنولوجية كما ذكرنا سابقًا.

واكد أن العواصف الشمسية يمكن أن يكون لها تأثيرات محلية على أنظمة الاتصالات وشبكات الطاقة، إلا أنها لا تساهم في التغيرات طويلة المدى في أنماط المناخ العالمي. ولفت الى انّ تغير المناخ مدفوع في المقام الأول بالعوامل التي يسببها الإنسان، مثل انبعاث غازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى الاحترار العالمي والعواقب البيئية ذات الصلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى