المُضيّ قدما نحو _لا بد لنا أن نكون_ الزرع علم وثقافة ، والحصاد فكر ناضج .

 

بقلم الكاتبة : فايزة عبد الكربم

كأيّ حالة ثقافية لأيِّ مجتمع، ما هي إلا إنعكاس للحالة الفكرية التي يعيشها الإنسان على أرضه،إذ تعتبر الثقافة هي العمل الحيوي ما بين الإنسان والطبيعة؛ وذلك من خلال مُحاكاته لها، ومدى تأثّرهُ بها بالدرجة الأولى، ثم تفاعله المرن مع الثقافات المحيطة به من المجتمعات العربية، والعالمية، خاصة بظل تكنولوجيا المعلومات ،حيث تعتبر المَصْدَر والمُصدّر الأول ؛ لإلتقاء الثقافات الفكرية والحضارية العالمية .

حيث تميز صيف المشهد الثقافي الأردني لعام2023، بالحراك الواسع، إذ كان ظاهرا للعيان ،رغم افتقاده للدّعم المباشر من المؤسسات الرسمية والأهلية، إذ من الممكن قوله: أن المشهد الثقافي الأردني، قائما على قدرات فردية محصورة ، والتي تسعى جاهدة من أجل ؛ ربط نياط الثقافة الأردنية مع مِمَن سواها من الثقافات الأخرى ، وإبقاء هذا النياط يضخ فكره بعقول الأجيال، ومَن هو مرتبط بالمشهد الثقافي ، والفكري ، والتعليمي والحضاري على حدٍ سواء .

وبالرغم من أنها تبقى جهودا فردية ، إلا أنها تصبُ بخدمة المجتمع، حاملة على عاتقها المُضيّ قدما، نحو _ لا بد لنا أن نكون_ ، ومثال حيّ على ذلك، جهود القائمين على مهرجان _صوت الشعر الأول ،دورة الشاعر العربي الكبير _ ادوارد حداد_ القائم برعاية كريمة من الأديب العربي الأردني “محمود أبو عواد” ، ومدير المهرجان الأديب الأردني، “جروان المعاني” ، واللذان أبيا إلا أن يكون لهما دورا ثقافيا فعالا على الساحة الثقافية الأردنية ،مثمنين لهما دورهما هذا ، شاكرين نحن بدورنا كلَّ العاملين _بحزمةِ قومٍ تعاونوا ما ذلّوا_، من أجل ايقاد مشعل هذا المهرجان الشعري بدورته الأولى .
ومن الملفت للنظر حد الإبهار ؛ هو إنتقاء الأسم للمهرجان ،صوت الشعر ، وكيف لا ؟ ، وما الشّعر إلا صوتا يَنُوضُ من صلب الشعور، يمرُّ صوبَ المحسوس والملموس، لينوّخَ على شغاف القلوب ، نعم إنه صوت الشعر الذي يجذب النظر الى محطِّ لُبابةِ رموز الأدب الأردني ،المتمثل بدورته الأولى ؛ للشاعر الكبير ادوارد حداد ، وما هي إلا لفتة عميقة الرؤيا ،مدروسة بعناية، وذلك من أجل إحياء سيرة الأدباء و الشعراء الرموز الأردنيين ، والعودة الى موروثهم القَيّم.

 

نبذة عن حياة الشاعر الكبير ” ادوارد حداد”
شاعر الشمال ، هو أحد أبناء مدينة _ أثيرة الإربدية الأردنية_من مواليد عام ، 1945 ، انهى دراسته الثانوية العامة فيها ، الحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة الإسكندرية في العام 1970.وهو من أهم شعراء الحداثة الشعرية على الساحة الأدبية الأردنية في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم حتى أصبح بعدها من أهم رموزها، لِما اضاف للأدب الأردني المعاصر الكثير ،تاركا بصمة أدبية ،مغايرة تماما عن بصمات الكثيرين، حيث تميز أدبه بالجنوح العميق الفلسفي، المعبر عن الذات الإنسانية بوجودها، ومصيرها، وغربتها، وبساطتها التي تواطأت عليها صعوبة ظروف الحياة وبؤسها ، وكان من أهم اصدراته :
الأبواب الدافئة، 1982، و النحت في الزمن الحجري، 1983 ، والتحليق على ارتفاع منخفض، 1985 .

 

ومما لا شكَّ فيه ، أمام هذا الزخم الوجداني، لذاك الحنين الذي طالما كان يعود به إلى
مرابعه الأولى، وهذا كان جليّا بكثير من نصوصه الشعرية اليومية ؛لحبّه للأرض الأم والوطن الساكن بين جوانحه، وتعلُّقه بالتراث والتاريخ ، لتمتاز نصوصه بجمال الأسلوب وسلاسته، والتصوير الفلسفي العميق ، القادم من خبرات حياتية ووجدانية ، وهنا علينا القول : أن الشاعر الأردني ” ادوارد حداد” شاعر لا يتسم بالعند ، بقدر ما كان يتسم بالجسارة ؛ بتحقيق رغبته لفتح افآق جديدة للكتابة الشعرية ، بعيدة كلّ البعد عن منوال التكرار ؛ لتحريك سكونه المُتسمّر .
هذا وقد رحل الشاعر الكبير عن عالمنا في الثاني من نيسان عام 1996 ، رحمة الله عليه .

 

وهنا علينا أن نقف وقفة لا ريثُ فيها ولا عَجَل ،حين يمرُّ علينا أسم العَلَم الأديب “محمود أبو عواد” ،ليكون لِزامًا علينا قراءة نبذة عن مسيرة حياته الأدبية ، هو الأديب محمود سليم أبو عواد، من مواليد عام 1949،نالَ درجة البكالوريوس في اللغة العربية، من جامعة حلب عام 1972، يحمل شهادة الدبلوم العالي في التربية من الجامعة الأردنية عام 1990، تولى رئاسة رابطة الكتاب الأردنيين في فرع الزرقاء ، ومن أهم اصدراته كانت في النقد الأدبي ، “عقد على نقد” عام 2018، “النّوّاسة” عام 2020 ، “ضوء النّوّاسة” عام 2021،وله منشورات عدة في الصحف الرسمية والأهلية، المحلية والعربية.

 

هذا وقد انطلقت فعاليات مهرجان صوت الشعر ،بدورته الأولى _ دورة الشاعر الراحل ادوارد _ في مساء يوم الأحد ، الموافق 8/10/ 2023 ,وذلك في تمام الساعة السابعة مساء حتى التاسعة ، على مدار ثلاثة أيام ،لغاية 12/ 10/ 2023 ، بمشاركة أدباء وشعراء أردنيين وعرب .

ومن الجدير بالذكر، أن مهرجان صوت الشعر، سيُقام بثلاث محافظات في أردننا البهي، وذلك برعاية الأديب الأردني ” محمود أبو عواد” ، بتشاركية مع هيئات ومنتديات ثقافية ،طالما كان ومازال لها دورا مهما على الساحة الثقافية الأردنية، إذ لا يغيب عن الأنظار، دور كلّ من منتدى الجياد للثقافة والتنمية، والذي تأسس في عام 2015 يترأسه الأديب “سامر المعاني “،ومنتدى البيت العربي الثقافي، تأسس في عام 2013, يرأسه السيد “صالح الجعافرة”، ومنتدي المستقبل الثقافي ، تأسس في عام 2023، تترأسه الدكتورة “مرام النادي” ، واخيرا منتدى الفريق الإبداعي ، الذي تأسس 2023 ، ويترأسه الكابتن “رائد عساف” ، هذا وغير متناسين دعم كلّ من ، البنك الأردني الكويتي، وشركة أوسكار للتخليص ، ومركز كادتك للتصميم والطباعة . لِما لتواجد مثل هذه الجهات دورا مهما؛ لإنجاح سير العمل لمثل هذه النشاطات، والفعاليات الثقافية ، كونها الواجهة الحقيقة، والمرآة العاكسة ؛ للنضوج الفكري ،والحضاري والعلمي للمجتمع الأردني برمته.


وعليه كان اليوم الأول للمهرجان ،من مساء يوم الأحد 2023/ 10/ 8, في المركز الثقافي الملكي ، في محافظة العاصمة عمان ، وعلى نحوه ستكون فعالية اليوم الثاني للمهرجان، في يوم الأثنين 11/10/2023,في “سحم الكفارات” محافظة أريد، والختام مسك ينثر شذاه صباحا في “الجامعة الهاشمية”، في يوم الثلاثاء 12/10/2023، في تمام الساعة الحادية عشرة ، ليمرَّ عبيره في رحاب بلدة “ساكِب” في محافظة جرش ،وذلك في تمام الساعة السابعة مساء .

مباركة جهودكم …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى