في عشية الانتخابات البلدية في شمال لبنان وخصوصاً في طرابلس، أود أولاً أن أوجه أطيب تمنياتي بالشجاعة وحظاً موفقاً لكل من ترشّح أو ترشّحت للانتخابات المقررة يوم الأحد 11 أيار 2025، سواء كنت أعرفهم شخصياً أم لا.
وبهذه المناسبة الهامة، أرغب في أن أقول لهم إن مشاريع ضخمة بانتظارهم. فالرّهانات مصيرية فعلاً. ومن الضروري أن يتعرّف الأصغر سناً من بينهم على ماضي مدينة طرابلس عندما كانت في أوج ازدهارها، ليستلهموا من تاريخها ويتشربوا تجربة من سبقوهم.
وأنصحهم، بكل محبة وأخوة، أن يلتفتوا إلى ما كانت عليه المنطقة الصناعية عند المدخل الجنوبي لطرابلس. وسأذكر على سبيل المثال مصنع الأقمشة “ عريضة ” الذي كان يضم نحو خمسة آلاف موظف، ومصانع “غندور”، و” نجم”، و”صفدي”. كما أدعوهم للتعرف على ما كانت عليه نظافة الشوارع، خصوصاً في الأسواق الداخلية ، واحترام قوانين السير في الشوارع الرئيسية، ووجود مناطق مخصصة للمشاة، و هيبة شرطي السير الذي كان يفرض النظام، وحراس الليل على دراجاتهم الهوائية أو سيراً على الأقدام الذين كانوا يحرصون بصافراتهم على راحة وأمن الناس والممتلكات… إلخ.
كما سيقع على عاتق المرشحين والمرشحات الذين سيتم انتخابهم ما يلي:
– 1: إيجاد الوسائل التقنية المناسبة لمعالجة سوء إدارة جبال النفايات عند المدخل الشمالي للمدينة، لما تشكّله من خطر كبير على البيئة، والأسوأ من ذلك خطر الانفجار بسبب انبعاث غاز الميثان ومعالجته بالطرق الحديثة لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة لإضاءة شوارع المدينة .
– 2 : ضمان تنسيق فعّال وجيّد بين البلدية والسلطة وإدارات الدولة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ودفع المشاريع قدماً، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمياه والكهرباء، ونظافة مياه الشرب والمياه المنزلية،وبالأخص معالجة المياه المبتدئة التي تصبّ في البحر وتلوث الثروة السمكية ،و تفعيل النقل العام، و استحداث الحدائق العامة والمساحات الخضراء.
من الواضح أن طرابلس وسكانها ينتظرون الكثير الكثير لا بل“المعجزة”. فالمرشحون والمرشحات لإنتخابات الأحد يقفون فعلاً أمام استحقاق مفصلي يتطلب شجاعة ودقة، وهو في كل الأحوال عبء ثقيل. وإن بدا لهم أن هذه المهمة هائلة ومستحيلة التحمّل، فعليهم أن يدركوا أنه ما زال بإمكانهم الإنسحاب بكرامة. وإلا، فليبقوا على ترشحهم عن وعي دراية كاملة بعِظَم المسؤولية.
والسلام لمن يفهم الإشارة.
أنطوان منسى – مواطن من مدينة طرابلس
