رسالة استغاثة وطنية إلى فخامةِ رئيسِ الجمهوريّة، وإلى قيادةِ الجيش، وإلى المجلسِ الأعلى للقضاء

كتب لبنان عبيد:

بما تبقّى منكم نبضُ دولة… أنقِذوا الوطن بل ما تبقى من الوطن بعدما عادت الكونتونات الطائفيه تتجذر والولاء صار تارة في طهران وأخرى في باريس وتل أبيب وثالثه في السعوديه وامريكا

لبنان حولناه ساحة صراع الأخريين على ارضه

 

فخامة الرئيس،

لبنان اليوم ليس دولةً تُدار… بل ساحةٌ تُستباح. الحدود تُخترق، السيادة تُبتلع، الاقتصاد يحتضر، والشعب يُدفع دفعاً إلى اليأس الذي يسبق الانفجار.

نحن لا نعيش أزمةً عابرة، بل نعيش لحظةً نهائيّة: إمّا أن ننهض الآن، أو ننقرضَ كدولةٍ وكيانٍ وشعب.

لقد صار اللبناني يمشي وفي داخله سؤالٌ واحد، كيف انتهينا هنا؟

من الذي قتل الليرة؟ من الذي سلّم حدودنا؟ من الذي فتح أبوابنا أمام كلّ نفوذ؟ من الذي تركنا مكشوفين أمام إسرائيل وسوريا وكلّ من يريد حصّة من هذا الوطن؟

لقد قتلَتْنا طبقةٌ سياسيّة فاسدة، امتهنت سرقة الدولة، وغطّت انهيارها بالدجل والشعارات، حتى صرنا بلداً يقف على حافّة العدم.

يا فخامة الرئيس،

إنّ ساعة الحقيقة دقّت… والوقتُ لم يعُد ملكاً لأحد.

نقولها اليوم بوضوح…

الدولة تتفكّك قطعةً قطعة، والمؤسّسات بلا سلطة، والفراغ السياسيّ يلتهم الشرعية، والفساد أصبح أقوى من القانون، والجريمة أقوى من القضاء، والتهريب أقوى من الحدود.

ولأنّ الدولة تضعف، فإنّ الخطر الإسرائيلي يزداد، والخطر السوري يتربّص من الجهة الأخرى.

الدولُ لا تُهاجِم من يملك دولة قويّة… بل تهاجم من ينهار.

ومن ينهار اليوم هو نحن.

وإنّ من واجبنا الوطنيّ أن نُعلنها…

لبنان في مساره الحاليّ ذاهبٌ إلى احتلالٍ ناعم، أو تدخّل مباشر، أو وصاية دوليّة تُفرض علينا من الخارج، لا لأنّ العالم يريد إنقاذنا، بل لأنّ انهيارنا يُهدّد مصالح الآخرين.

إنّ الحلّ الوحيد للنجاة..

هو إعلان “حال الطوارئ الوطنيّة” تحت سقف الدستور، وبخطّة إنقاذ شاملة تستند إلى البند السابع.

لماذا البند السابع؟

لأنّ لبنان، بتركيبته وواقعه وحدوده المفتوحة، بات عاجزاً عن حماية وحدة الدولة ومؤسّساتها.

ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة، فإنّ البند السابع يُستخدَم عندما تفشل الدول في حماية كيانها وشعبها، فتتدخّل الشرعية الدوليّة لمساندة المؤسسات وليس لاستبدالها.

نحن لا ندعو إلى وصاية…

نحن ندعو إلى إنقاذ ما تبقّى.

البند السابع يمكن أن يشكّل مظلّة دوليّة لِـ:

حماية الاقتصاد ومنع الانهيار الكامل.

ضبط الحدود مع إسرائيل وسوريا.

دعم الجيش اللبناني بخطة طوارئ عاجلة.

فرض رقابة دوليّة على الفساد المالي والسياسي.

تحرير القضاء من التدخلات.

إعادة هيكلة القطاع المصرفي واسترجاع أموال المودعين.

حماية الشعب من الانفجار الداخلي والفوضى الأمنيّة.

هذا ليس ترفاً… بل مسألة وجود.

فخامة الرئيس،

إنّ التاريخ سيكتب إمّا أنكم أنقذتم لبنان… أو تركتموه يسقط.

لا أحد غيركم يمتلك شرعية اتخاذ القرار المصيري.

الطبقة السياسيّة انتهت، سقطت أخلاقيّاً وشعبيّاً.

الناس لم تعُد تصدّق أحداً.

الشارع يغلي.

المغتربون يصرخون.

الأمّهات تبكين.

الشباب يهاجرون، لا لأنّهم يريدون الحياة… بل لأنّ لبنان لم يترك لهم حياةً ليعيشوها.

لكن رغم كلّ شيء، لا يزال في هذا الوطن جيشٌ قادر، ورئاسةٌ قادرة، وقضاءٌ قادر، إنْ اجتمعوا تحت راية خلاص واحدة.

رسالتي إلى الشعب اللبناني:

سُكوتُكم يَقتُلُكم.

كلّ دولة ينهضها شعبُها… إلا لبنان، ينهار لأنّ شعبه سكت، وتسامح، وتعب، واستسلم، ولكنّ الاستسلام، اليوم، لم يعد خياراً، إنّ صمتكم يعني قبولكم بالهجرة.

صمتكم يعني قبولكم بالاحتلال.

صمتكم يعني أنّ هذا الوطن لم يعُد يستحقّ أبناءه.

 

فخامة الرئيس،

نحن نُناشدك باسم الحقّ، باسم الدستور الذي أقسمت يمينك عليه ، باسم الوطن الذي أصبح على سرير الموت، أعلِنْ حال الطوارئ.

اطلب حمايةً دوليّة تحت البند السابع لدعم الدولة.

واجمع الجيش والقضاء تحت قيادة واحدة لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان.

أنقِذوا الوطن…

قبل أن نصحوَ لاجئين،

في أوطانٍ لم نخترها،

ومنفى لم نطلبه،

ومصيرٍ لم نستحقّه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى